أعربت سلطات مقاطعة كورسيكا الفرنسية عن ارتياحها لقرار وصل أنبوب الغاز "غالسي" الرابط بين الجزائر وإيطاليا "بأراضيها ومن ثمة استفادتها منه، ووصف رئيس المجلس التنفيذي للمقاطعة أونج سانتيتي هذا المشروع بمشروع القرن بالنسبة لكورسيكا، كما عبر نائب المقاطعة المنتمي للحزب الفرنسي الحاكم روكا سيرا عن ترحيبه لنشر القرار في الجريدة الرسمية الفرنسية الصادرة قبل يومين. وحسبما تناقلته عدة وسائل إعلام فرنسية أمس فإن القرار المذكور الذي نشر في الجريدة الرسمية الفرنسية، تضمنته المادة الخامسة من تعليمة صادرة في 15 ديسمبر الماضي، والتي تحدد برمجة عدة استثمارات في مجال الإنتاج الكهربائي بجزيرة كورسيكا الفرنسية، وذلك باستخدام الغاز الطبيعي الجزائري العابر عبر مشروع أنبوب "غالسي" الذي يربط الجزائر وإيطاليا مرورا بجزيرة سردينيا. وفيما كشف النائب الكورسيكي الذي قال بأنه ناضل من أجل هذا الإنجاز منذ سنة 2002، بأن الإعلان الرسمي عن هذا الإنجاز الكبير الذي ستستفيد منه الجزيرة، سيتم من قبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمناسبة زيارته المرتقبة إلى كورسيكا نهاية الشهر الجاري، اعتبرت عدة أطراف مدافعة عن البيئة بأن المشروع الجزائري الإيطالي يعد مكسبا كبيرا لأهالي كورسيكا بشكل عام ومدينتي "اجاكسيو" و"لوسيانا" بصفة خاصة، حيث ستنتهي معاناتهم مع مظاهر الإضرار بالبيئة، التي ظلت تحدثها عمليات توليد الطاقة الكهربائية بمحطاتهما التي تستعمل الوقود الملوث، وأشارت هذه الجمعيات إلى تنبيهها المستمر للسلطات الفرنسية لأهمية الاستفادة من مشروع "غالسي". وتجدر الإشارة إلى أن مشروع أنبوب الغاز "غالسي" الرابط بين الجزائر وإيطاليا، تم التوقيع على عقده في شهر نوفمبر 2007، على أن يتم تفعيل المشروع خلال السنة الجارية واستكماله في 2014، بينما استغلت فرنسا إمكانية الاستفادة من مرور الأنبوب عبر جزيرة كورسيكا ووقعت حسبما ذكرته وكالة الإنباء الفرنسية عقد استغلال كمية من الغاز الجزائري لصالح محطات توليد الكهرباء، خلال مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ الذي انعقد في "كوبنهاغن" في الشهر الماضي. وسيسمح أنبوب الغاز "غالسي" بعد استكمال إنجازه من تصدير نحو 8 ملايير متر مكعب من الغاز الجزائري إلى إيطاليا.