أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس، أن بلاده تريد التفاوض حول ربط مقاطعة كورسيكا بأنبوب الغاز المستقبلي »غالسي« الذي من المرتقب أن يربط الجزائر بإيطاليا عبر سردينيا. أوضح ساركوزي في خطاب ألقاه بمناسبة زيارة قادته إلى كورسيكا خصصت لموضوع التنمية المستديمة، أن فرنسا قررت التفاوض مع أصحاب مشروع أنبوب الغاز المستقبلي غالسي حول ربط كورسيكا بهذا المشروع الاستراتيجي، مشيرا إلى أنه سيتم تخصيص هذا الربط لاستبدال محطتين حراريتين تعملان بالفيول الثقيل بمحطتين جديدتين في لوتشيانا »كورسيكا العليا« وأجاكسيو »كورسيكا الجنوبية«. وفي هذا السياق أكد الرئيس الفرنسي، أن الأمر يتعلق باستثمار كبير بقيمة 425 مليون أورو، وذلك إلى غاية 2015» ، موضحا أن تمويل المشروع سيتم من خلال التضامن الوطني إلى جانب الجماعات المحلية لكورسيكا، فضلا عن مساهمة محتملة للاتحاد الأوربي. وحسب تصريح ساركوزي فان هذا المشروع سيسمح بغلق المحطتين اللتين تسببان حاليا تلوثا كبيرا، بالإضافة إلى تلبية احتياجات سكان كورسيكا من الطاقة، وضمان أمن طاقوي أفضل للجزيرة التي غالبا ما تكون ضحية انقطاع الكهرباء في الشتاء. و من المنتظر أن تبدأ ؤول عمليات التسليم التي تقدر بحوالي 8 مليارات متر مكعب سنة 2012 اما عملية التموين فستتم انطلاقا من الحقل الغازي بحاسي الرمل، حيث تقوم بانجاز مشروع »غالسي« الذي يبلغ طوله الإجمالي 1.470 كلم، وعمقه في البحر 2.800 متر، كل من شركة سوناطراك، إينالباور وكذا وينتر شالاغ وفي سياق آخر شكلت فرص تنمية وتطوير شراكة مثمرة وذات مزايا متبادلة بين غرفتي التجارة والصناعة سيبوس بعنابة وسانت إيتيان بفرنسا موضوع لقاء انعقد أول أمس بولاية عنابة، حيث اطلع مسؤولو الوفد الجزائري خلال لقاء نظم في إطار زيارة عمل لوفد غرفة التجارة والصناعة لسانت إيتيان إلى عنابة، وبحضور متعاملين محليين على تجارب غرفة التجارة والصناعة لسانت إيتيان خاصة في المجالات المرتبطة بالتكوين والبحث العلمي. وتمت الإشارة خلال هذا اللقاء إلى أهمية إنشاء بنك معطيات وتنمية وتطوير المعلومات بين منطقتي عنابة وسانت إيتيان بهدف معرفة خصوصياتهما الاقتصادية وآفاقهما بشكل جيد، وكذا تعزيز التبادلات وعلاقات التعاون التي تجسدت في إطار اتفاقية التوأمة المبرمة بين المدينتين الجزائرية والفرنسية وذلك منذ العام 1981. ويأتي تصريح الرئيس الفرنسي وزيارة الوفد الفرنسي لعنابة في وقت تعرف فيه العلاقات بين الجزائروفرنسا جمودا متقطعا تكسره من حين لآخر، رسائل المجاملة أو بعض الزيارات المندرجة في سياق العلاقات الاقتصادية والتجارية وأحيانا الدبلوماسية، سيما بعد القرارات التي اتخذتها الحكومة الجزائرية بغرض حماية الاقتصاد الوطني في قانون المالية 2009، وكذا طفو بعض القضايا والملفات العالقة بين البلدين، خاصة في الجانب التاريخي، مما يعطي الانطباع أن فرنسا تحاول كسر هذا الجمود، من خلال سعيها للبحث عن فرص تعزيز علاقاتها التي باتت تهددها رغبة الجزائر في تنويع أسواقها، ولكن ليس على حساب كرامة تاريخها.