اختارت أكاديمية الفنون السينمائية والتلفزيونية البريطانية، مانحة جوائز "بافتا" السنوية، الفنان الفرنسي طاهر رحيم، الجزائري الأصل، بطل فيلم "نبي"؛ للمنافسة على لقب أفضل موهبة شابة في عام 2009م. وتقيم الأكاديمية -منذ خمس سنوات- المسابقة الخاصّة بالمواهب التمثيلية الجديدة، وتوزّع جوائزها في ذات الحفل الكبير الذي يقام في الحادي والعشرين من شهر فبراير المقبل، في دار الأوبرا الملكية في لندن -بحسب جريدة "الخليج" الإماراتية. وينافس النجم الجزائري الشاب أربعة وجوه شابة أخرى وهم كاري موليجن عن "تعليم" (بريطانيا) ونيكولاس هولت عن "رجل أعزب" (الولاياتالمتحدة) وكرستن ستيوارت عن "قمر جديد" (الولاياتالمتحدة) وجيسي إيزنبيرج عن "أرض المغامرة" (الولاياتالمتحدة). وطاهر رحيم - 28 سنة- فرنسي من أبوين جزائريين شارك في عدد من الأفلام إلى الآن، بدأ بفيلم "داخلي"، وهو عمل بوليسي من إنتاج 2006م ظهر فيه في دور محقّق، لكن الفيلم الذي قاده للنجومية كان "نبي" لجاك أوديار؛ حيث أدّى فيه دور شاب عربي الأصل يدخل السجن بجرم سيبقيه حبيسا لبضع سنوات، وفي السجن يواجه عالما جديدا عليه يحاول الانسحاب منه والبقاء بعيدا عنه، لكن محاولته تلك تتعرّض للإخفاق، ويجد نفسه منجرّا لارتكاب جريمة قتل لإرضاء زعيم عصابة كورسيكي يريده لتنفيذ جرائم خارج السجن، ونتيجة النفوذ القوي الذي يتمتع به زعيم العصابة حتى داخل السجن، يساعده على الخروج في مهام ما هي إلا مزيدا من انحدار الشاب في عالم الجريمة. ورأى بعض النقاد الذين شاهدوا الفيلم في عروضه المختلفة، بدءا من مهرجان "كان"، أنّ الفيلم يحمل على الشخصية العربية من بين شخصيات إسلامية يعرضها داخل السجن وخارجه، لكن آخرين رأوا أنّ الفيلم يتحدّث عن ضحية عربية لا تستطيع مجابهة أعدائها، شخصية تدخل السجن بريئة وتقع في براثن مجرمين محترفين. وكان الفنان الجزائري الشاب قد اعتبر فيلم "نبي" نقلة في مسيرته الفنية، مؤكّدا حرصه على استخدام كلمة أو مفردة "نقلة"؛ لأنها تمثل التعبير الحقيقي في تجربته ومسيرته الفنية، وأضاف "بكثير من الصراحة، منذ أيام قليلة، لم يكن يعرفني إلا قلة، اليوم أنا شخص آخر"، رافضا -في الوقت نفسه- اتهامه بتشويه العرب من خلال فيلمه، وقال: "لم أشوه العرب أو المسلمين، لقد قدمت الواقع بجميع تفاصيله الحياتية اليومية، وهذا هو الواقع في السجون الفرنسية بشكل خاص".