سجل المنتخب الجزائري خلال مشاركته في كأس أمم إفريقيا بأنغولا، أربعة أهداف فقط في الخمس مباريات التي لعبها في هذه الدورة وعرفت نهايتها أمس.هذا العقم الهجومي، جعل الخضر يكتفون بالمرتبة الرابعة بعد هزيمة أول أمس، في اللقاء الترتيبي ضد نيجيريا بهدف لصفر. وإن كان مشوار الجزائر مشرفا في هذه المشاركة بعد فوز رائع على كوت ديفوار والوصول إلى الدور نصف نهائي، إلا أن ما لاحظه كل المتتبعين للأهداف التي سجلها الخضر في أنغولا ، تقاسمها المدافعون مع المهاجمين، فقد سجل مطمور وبوعزة كما سجل حليش وبوقرة. لعب المدرب سعدان خلال مباريات كأس أمم إفريقيا بالمهاجم عبدالقادر غزال كرأس حربة ، واعتمد عليه في كل اللقاءات التي لعبها المنتخب الوطني، إلا أن هذا المهاجم الذي يلعب لصالح فريق سييينا الإيطالي، خرج خالي الوفاض ولم يصل إلى مرمى الخصم في المباريات الست، بل بالعكس ضيع أهدافا محققة أمام المرمى ولم يحقق الشيء الذي كان مطلوبا منه. غزال وبشهادة الاختصاصيين كان خارج الموضوع في العديد من اللقطات وفي لقطات أخرى لم يكن في المكان الذي من المفروض أن يكون فيه. صحيح أن هذا اللاعب يتمتع ببنية مورفولوجية قوية تجعله يلعب بدون كرة حيث يقوم بعمل بدني دفاعي في دفاع الخصم من خلال صراعه مع المدافعين، وقد أثمر ذلك في بعض الحالات، إلا أن مثل هؤلاء المهاجمين في العالم في مثل هذه المناصب يخلقون الفرص ويتمكنون من هز الشباك الأمر الذي لم يستطع تحقيقه غزال. وقد استمر الشيخ سعدان باللعب بهذا اللاعب، إلى آخر لقاء ومنحه الفرصة في كل المباريات حيث لعب كأساسي ولم يغيره رغم تضييعه للعديد من الفرص، وهذا حتى يعيد الثقة في نفسه. وكما تابع الجميع خلال اللقاء الأخير ضد الفريق النيجيري، فإن دخول زياية أعطى انتعاشا أكبر لخط الهجوم، من خلال تحركاته وتموقعه في المكان المناسب، الأمر الذي لم نشاهده مع غزال، ولهذا فقد طرحت العديد من الأسئلة من طرف كل من تابع مشوار الخضر، لماذا لم تمنح الفرصة للاعب اتحاد جدة الجديد في بعض اللقاءات عندما كان المنتخب الوطني يعاني من الوصول إلى الشباك ولم يتمكن من ذلك، حتى أصبح المدافعون يصعدون من أجل التسجيل، كما حدث في مباراة نيجيريا عندما تحول بوقرة إلى مهاجم حقيقي، بعدما ضيع غزال فرصا محققة. نقص الفعالية في الخط الأمامي للمنتخب الجزائري، من بين النقاط الأساسية التي تفطن لها المدرب سعدان، والذي تكلم مرارا على ذلك إلا أنه لم يجرؤ على المغامرة بزياية كما فعل المصري شحاتة عندما أدخل جدو لاعب مصري محلي، ومكنه من أن ينتفض في هذه الدورة الإفريقية، في حين قبع أحد أحسن الهدافين في العالم على كرسي الاحتياط، هذا ما جعل رئيس الوفاق عبد الحكيم سرار يستاء من عدم إشراك زياية في وقت لم يلعب فيه الفريق السطايفي لقاءاته الخاصة بالبطولة، لتواجد أربعة لاعبين في المنتخب الجزائري. فقبل كأس العالم بجنوب إفريقيا، على سعدان أن يعيد النظر في تشكيلته الأساسية ويختار الأحسن لتمثيل الألوان الوطنية خاصة اللاعبين الذين يمكنهم تقديم أشياء جديدة للمنتخب الوطني، فعودة جبور من شأنها أن تعطي دفعا للقاطرة الأمامية للفريق الجزائري كون أن غزال يلعب أحسن إلى جانبه، وربما يجب البحث عن هدافين آخرين.