أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم أمس أن الآفلان يؤمن ويتمسك باستمرارية التحالف الرئاسي لكون الأهداف التي تم إنشاؤه من أجلها لا تزال قائمة والحاجة إليه تبقى ملحة لإنجاح برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأشار من جهة أخرى إلى أن التحضيرات الجارية للمؤتمر التاسع للحزب الذي سيكون محطة تأسيسية لإشراك النساء والشباب في الهياكل القيادية. ورسم السيد عبد العزيز بلخادم لدى ترؤسه أمس اجتماعا لأمناء المحافظات بالمقر الوطني للحزب بحي حيدرة بالعاصمة الخطوط العريضة لعملية تحضير المؤتمر خاصة في الشق المتعلق باختيار المندوبين وتحديد التوجهات المستقبلية للحزب، ولكن قبل ذلك أشار إلى دور الآفلان في التحالف الرئاسي، مؤكدا أن حزبه يبقى يتمسك بهذا التكتل كون المرحلة الحالية بحاجة إليه، وأوضح أن برنامج الرئيس بوتفليقة الذي يتميز "بفتح ورشات كبرى منها ما سلم ومنها من ينتظر لا يزال بحاجة الى التحالف الرئاسي"، بل "أن هذا الأخير أصبح ضروريا وأساسيا لمواصلة عملية تنفيذ البرنامج الرئاسي". ودعا في هذا السياق الشركاء في التحالف إلى "ضرورة تجاوز الرؤية الضيقة التي تحجب عنّا أحيانا الأهداف الكبرى". وجاءت تأكيدات الأمين العام للآفلان في وقت كثر فيه الحديث عن بداية نهاية التحالف الرئاسي بعد تحالف التجمع الوطني الديمقراطي مع حزب العمال في انتخابات تجديد أعضاء مجلس الأمة التي جرت شهر ديسمبر الماضي، كما أن تصريحه يعد رسالة تطمين باتجاه شريكيه في التحالف قبل قمة القادة التي من المنتظر أن تنعقد اليوم الثلاثاء. ومن جهة أخرى حذر السيد بلخادم من استخدام ما أسماه "المال الوسخ" في السياسة مشيرا إلى أن توسع هذه الظاهرة سيؤدي إلى تعفين وتلويث الحياة السياسية وقد يجر البلد إلى خيارات خاطئة تضر بالسياسة الاجتماعية والتضامنية للبلاد. وفي الشأن الداخلي للحزب والتحضيرات الجارية تحسبا للمؤتمر التاسع المقرر السنة الجارية قلّل الأمين العام للآفلان من حجم المعارضة التي تقوم بها أطراف في الحزب، كون دور هؤلاء يقتصر فقط على إصدار بيانات يتم تداولها في الصحافة، ودعا هؤلاء الى "تسويق" أفكارهم في أوساط القاعدة النضالية كي تلقى قبولا وتجاوبا قد يفتح الباب امام مناقشتها خلال المؤتمر القادم. وحسب السيد بلخادم فإن التحضيرات الجارية تراعي الجانب المتعلق ب"شمولية التمثيل دون إقصاء أو تهميش" وقال "ليس لنا حساب مع أي شخص ولا رغبة لنا في إقصاء أي كان ولسنا خائفين من رأي أحد" داعيا بالمناسبة إلى الاحتكام الى القواعد من أجل التمثيل في المؤتمر ومن ثمة إبداء الرأي من منطلق أن التنوع الفكري هو أساس الممارسة الديمقراطية. وذكر أنه بالعودة الى التاريخ يتم التأكد انه "لم يمر مؤتمر من مؤتمرات حزب جبهة التحرير الوطني بداية من مؤتمر طرابلس الى غاية المؤتمر الثامن دون أن يكون هناك رأي مخالف" مجددا التأكيد على أن الحزب "ماض إلى مؤتمره بتتبع المراحل التي تقتضي استشارة كل الهيئات". ولكن الأمين العام للآفلان اعتبر أن موضوع المعارضة الداخلية استحوذ على مكانة لا يستحقها، وحث جميع المناضلين على التقيد بالنظام الداخلي المحدد لكيفية انتخاب المندوبين، مؤكدا أن ثلثي مندوبي المؤتمر سيتم انتخابهم من القواعد لإعطاء فرصة للمناضلين من أجل المشاركة في رسم سياسة الحزب للخمس سنوات القادمة. وترك السيد بلخادم الانطباع بان عدد مندوبي المؤتمر التاسع سيتجاوز 1500 مشارك خاصة وان القانون الداخلي ينص على مشاركة أعضاء المجلس الوطني المقدر عددهم ب550 عضوا وأعضاء البرلمان المقدر عددهم بأكثر من 150 برلمانيا. وفي تعليمات لأمناء المحافظات شدّد السيد بلخادم على ضرورة احترام شرعية التمثيل من خلال الامتثال لإرادة المناضلين بعيدا عن سلوك المحاباة والمحسوبية، وذلك للسماح للمناضلين الذين يحضون بالشعبية في حضور هذا الموعد السياسي الهام. وعلى صعيد آخر كشف السيد بلخادم عن برنامج جديد سيتم اعتماده داخل الحزب يهدف إلى منح مكانة أكبر للمرأة والشباب، وتحدث عن مقترح سيتم اعتماده بمناسبة المؤتمر التاسع يقضي بتجاوز بعض القوانين الداخلية فيما يخص سنوات الأقدمية بالنسبة للترشح في قوائم الحزب في الاستحقاقات القادمة، حيث لا يشترط على المرأة المناضلة 5 سنوات أقدمية كما هو معمول بها حاليا، وأوضح أن هذا الإجراء يهدف إلى منح مكانة أكبر للمرأة في صفوف الحزب بناء على روح الدستور المعدل في 12 نوفمبر 2008. ولدى تطرقه لملف مشاركة الشباب في الحياة السياسية ذكر السيد بلخادم أن الآفلان لا يعاني من مشكل صراع الأجيال ودعا الجيل القديم والجديد للعمل سويا لرفع التحديات.