يتوقع أن تستأنف المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب خلال الشهر الجاري بعد عدة أشهر من الجمود في مسعى للتوصل إلى تسوية عادلة ونهائية لنزاع الصحراء الغربية. وكشف أحمد بوخاري ممثل جبهة البوليزاريو لدى الأممالمتحدة في تصريح أدلى به للإذاعة الجزائرية عن اتصالات مكثفة بين قادة جبهة البوليزاريو والموفد الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس لتهيئة الظروف لعقد جولة مفاوضات جديدة. وقال بوخاري "اعتقد أن الجولة المقبلة من المفاوضات ستكون في بداية الأسبوع الثاني من الشهر الجاري وهو التاريخ المقترح إلا انه لا يوجد حتى الآن تأكيد نهائي". وأشار المسؤول الصحراوي إلى وجود أجواء ملائمة لعقد هذه الجولة حتى وان لم يتم تسجيل نتائج ملموسة على طريق تسهيل مهمة الموفد الاممي الخاص ولكنه لفت الانتباه إلى أن أي مسعى لاستئناف مسار المفاوضات يبقى مهددا في ظل استمرار حملات القمع التي تمارسها قوات الاحتلال المغربية ضد المواطنين الصحراويين في المدن المحتلة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد من جهته قبل أيام عن تسجيل تطورات على مسار ملف القضية الصحراوية بعدما أشار الى التزام المنظمة الأممية بمواصلة الجهود الرامية إلى استئناف مسار المفاوضات حول مستقبل الصحراء الغربية. كما أبرز بان كي مون الجهود التي يقوم بها مبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية في محاولة لجمع الجانبين حول طاولة المفاوضات المباشرة من أجل تنظيم جولة خامسة من المحادثات. وفي هذا السياق جدد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أول أمس لدى مشاركته في قمة الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية حرص جبهة البوليزاريو على الدخول في مفاوضات جادة مع الطرف المغربي من أجل التوصل إلى حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وقال في تصريح صحفي على هامش أشغال القمة أن الطرف الصحراوي لا يزال "متشبثا بقرارات مجلس الأمن ولوائح الأممالمتحدة" بشأن النزاع حول الصحراء الغربية مشيرا إلى إمكانية بعث اللقاءات التمهيدية بين المغرب وجبهة البوليزاريو قبل منتصف الشهر الجاري تحضيرا للجولة الخامسة من المفاوضات. كما كشف عن لقاء جمعه بالأمين العام الأممي بان كي مون على هامش أشغال قمة أديس أبابا تطرقا خلاله إلى الوضع في الأراضي الصحراوية المحتلة والى مسألة استئناف اللقاءات التمهيدية بين طرفي النزاع. وأضاف أن هذا اللقاء كان فرصة لإطلاع الأمين العام للهيئة الأممية على "انشغالنا العميق إزاء الانتهاكات المتكررة التي تقوم بها السلطات المغربية في حق المواطنين الصحراويين وضرورة أن تتحمل الأممالمتحدة مسؤولياتها لحماية حقوق الإنسان المنتهكة في الأراضي الصحراوية المحتلة". وأكد الرئيس الصحراوي أن المنظمة الأممية "مطالبة بالضغط على المغرب لحمله على الامتثال لقرارات مجلس الأمن والالتزام بالشرعية الدولية خاصة ما يتعلق منها بتكريس مبدأ حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". واغتنم الرئيس الصحراوي مناسبة عقد القمة الإفريقية لتوجيه دعوة لنظرائه الأفارقة إلى التجند من اجل تصفية الاستعمار "بآخر مستعمرة" بالقارة وحماية الصحراويين بالأراضي المحتلة من "القمع الهمجي" والتعتيم الأمني المفروض على المدن الصحراوية المحتلة. كما رافع في تدخله أمام اجتماع الاتحاد الإفريقي المخصص للسلم والأمن في إفريقيا من أجل "عمل متواصل" للمنظمة الإفريقية في صالح القضية الصحراوية. وكان الرئيس عبد العزيز قد أشرف على تدشين مقر سفارة الجمهورية الصحراوية بالعاصمة الإثيوبية بعد إتمام إنجازه بمبادرة من الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي. وقد اعتبر الرئيس الصحراوي هذا الإنجاز بمثابة "لبنة جديدة في تكريس عضوية الجمهورية الصحراوية في الاتحاد الإفريقي" و"خطوة هامة في بناء علاقات قوية مع دولة إثيوبيا" التي تحتضن مقر هذا الاتحاد.