يبدو ان هذيان الإعلام المصري على المواقع والمساحات والفضاءات سوف لن ينتهي قبل انطلاق المونديال في الصائفة القادمة، ومن حق هذا الإعلام ان يرقص أو يشطح أو يشمّت في الجزائر وشعب الجزائر يتغنى بما حققه احفاد الفراعنة في دورة انغولا على حساب منتخبنا بالدرجة الأولى، لأن ذلك الانتصار تحقق بفضل التواطؤ مع "وحشي" البينين، كان كافيا لتضميد جراح كل المصريين ولو إلى حين، لأننا ندرك ان الآلام ستعاود الفراعنة، بمجرد إنطلاق مونديال الكبار الذي لا يلعبه إلا الكبار والكبار فقط، ولا يهم النتائج عندها ويكفي ان يتعلم الكبير من الكبير. أقول هذا بالدرجة الأولى للإعلاميين المصريين الذين يجب ان يتأكدوا بأن الانتصار في أنغولا لم يكن بالنسبة إليكم سوى مجرد قرص مهدئ للأعصاب الهائجة، وان فرحة هذا التتويج سوف لن تعمر طويلا، لأن مجرد مشاهدتكم لمقاتلي الصحراء في بلاد مانديلا، سيجعلكم تفكرون في الانسلاخ من جلدكم حسرة وألما وربما تزدادون جنونا وحقدا على الذين قتلوا حلمكم المونديالي، حيث ستكتشفون أنفسكم مجرد أبطال لقارة محكوم عليها ان ترضخ للعبة الكواليس وتقر بكم بطلا ولد مشوها في دهاليز الاتحاد الافريقي بالقاهرة قبل انطلاق دورة انغولا. ستتساءلون يومها أين منتخب أم الدنيا وأين أحفاد فرعون وسترددون ما قالته الصحافة الاسرائيلية في معاريف وايداعوت احرانوت وجيروزليم بوست وصحافة كيهان وموشي التي وقفت إلى جانبكم في مهزلة بانغيلا التي لا تختلف في شيء عن اعتداء كابيندا الذي تعرض له وفد الطوغو. ستتساءلون أين نحن من المونديال لماذا نحن لا نلعب إلا في المساحات الضيقة والدورات المغلقة وعلى الورق وفي المساحات الالكترونية والفضائيات فقط؟ وستعود بكم الذاكرة لكل فعل فاضح مارستموه خارج المستطيل الاخضر، وعندها لا ينفع لا فهمي ولا وحشي البنيني ولا زاهر أو صقر أو حياتو. ستتساءلون لماذا تغيب ام الدنيا عن الدنيا هناك في جنوب افريقيا حيث يضرب الكبار موعدا مع عالم الكرة، عالم النجومية، عالم لا يتسع إلا للكبار ومن بينهم ثعالب الصحراء زياني، شاوشي، مغني، يبدة، بوقرة الماجيك، عنتر يحيى مطمور، غزال، حليش، بوعزة، والمدرب رابح سعدان. والأكيد أنكم ستندبون حظكم الذي أوقعكم في مجموعة الجزائر اثناء التصفيات وسيزداد حقدكم أكثر فأكثر وانتم تسترجعون شريط مباراة البليدة ومعركة ام درمان وكيف جاءت رصاصة عنتر يحيى قاتلة لكم. سأذكركم بهذه الرصاصة حتى لا تذهبوا بعيدا في التباهي بفوزكم على الجزائر في بانغيلا، لأن ما تحقق هناك، تم في ظل التفوق العددي بين منتخبين احدهما لعب ب 11 لاعبا والآخر ب8 لاعبين، فضلا عن وقوف الحكم إلى جانبكم. أكيد انكم ستغنون اثناء المونديال في غير سربكم وستقفون إلى جانب خصوم الجزائر من الامريكين الذين ولعوا النار فيكم أثناء بطولة ما بين القارات وستقفون أيضا إلى جانب الانكليز الذين تعشقونهم حتى النخاع وتهللون لمنتخب سلوفينيا وذلك ليس غريبا عنكم، ولكن لا أحد من هؤلاء سيشفي غليلكم حتى ولو فازوا جميعا على حساب الجزائر. هذه أشياء نعرفها عنكم ولا نستغربها على الإطلاق وأي تصرف مشين في حق الجزائر التي تجرأتم على حرق علمها وسب شهدائها والتنكر لدورها في حروب العرب ضد إسرائيل، لا يفاجئنا لكنه سيزيد من ضبابية الصورة التي رسمناها لكم في ذاكرتنا. ومع ذلك فنحن نتفرج عليكم من باب التسلية، لأن مسلسل الخيبة في نيل سبور مع العجوز الحاقد إبراهيم حجازي ومع الفرعوني مصطفى عبده والمتطفل الغندور وشوبير الناكر للجميل وعلى الكثيرين من الذين يزدادون حقدا على الجزائر كلما انقضت الأيام وبات المونديال على الأبواب، فيه ما يفتح عيوننا أكثر على واقعكم ويشخص لنا نفسيتكم المهزوزة.