لم يتردّد عبد القادر حجار سفير الجزائر بجمهورية مصر، في التأكيد بأنه سيكون أوّل مشجّع للمنتخب الوطني في »موقعة 14 نوفمبر« من موقعه مواطنا جزائريا يريد تأهّل منتخب بلاده إلى المونديال، كما حرص في هذا الحوار الذي خصّ به »صوت الأحرار« على تقديم النصح لأنصار »الخضر« بعدم التنقل إلى القاهرة بصفة فردية مما يعني استحالة مشاهدة المباراة بالنظر إلى الأجواء السائدة هناك على عكس المتنقلين عن طريق الوكالات السياحية الذين أكد لهم بأن كل الإجراءات الأمنية اتخذت لضمان سلامتهم، معتبرا كذلك بأن العلاقات بين الجزائر ومصر أكبر بكثير من مواجهة السبت المقبل. س: سعادة السفير، الأكيد أنكم تتفقون معنا بأن هناك أجواء مشحونة تسبق مباراة منتخبنا الوطني مع نظيره المصري، وهو أمر ساهم في خلق نوع من التخوّف الذي لا يزال ينتاب أنصار »الخضر« ممن يريدون التنقل إلى القاهرة لمشاهدة هذه المقابلة الحاسمة، كيف تصفون الوضع هناك قبل أيام فقط عن المواجهة وما هو المطلوب من مشجعي المنتخب الوطني؟ ج: في البداية أريد الإشارة إلى أمر مهم يتعلق بالجمهور الجزائري، فكما تعلمون فإن الأشقاء المصريين خصّصوا لنا 2000 تذكرة لموعد مباراة السبت المقبل وعملية تسليم هذه التذاكر لم تتم سوى البارحة (الأحد) وقد أرسلت على متن رحلة للخطوط الجوية الجزائرية لتسلّم فيما بعد إلى الوكالات السياحية التي تتكفّل بتنظيم رحلات أنصار المنتخب الوطني، ومعلوم ا دور هذه الوكالات لن يقتصر على تنظيم عملية توزيع التذاكر فحسب لأنها ستقوم كذلك بحجز الفنادق وتنظيم رحلات الحافلات المتوجهة من أماكن إقامة الأنصار إلى الملعب الذي تجرى فيها المباراة. وعلى هذا الأساس أنصح أنصار الفريق الوطني الذين يريدون السفر إلى القاهرة بصفة فردية من أجل مشاهدة المباراة بعدم المغامرة لأنهم سيجدون صعوبات كبيرة في الوصول إلى أرضية الملعب وحتى في حجز التذاكر، إضافة إلى ذلك فإننا لا نبالغ في القول بأن الأجواء العامة يسودها نوع من »السخونة« وكذا الشحنة الزائدة قبل أيام عن موعد المباراة، وبالتالي أغتنم الفرصة كذلك للتأكيد بأنه لا بد من السفر عن طريق الوكالات السياحية لتكون الأمور مضمونة أكثر خاصة وأن السفارة لا تتحمل مسؤولية ما يجري خارج الإطار التنظيمي باعتبار أن مسؤوليتها تتركّز أكبر في ضمان أحسن الظروف لإقامة المنتخب، وعليه فإن السفر عبر الوكالات سيكون أسهل وأكثر ضمانا للأنصار الجزائريين. س: على ذكر الإطار التنظيمي، هل كل الإجراءات الأمنية اتخذت لضمان سلامة أنصار المنتخب الوطني قبل وأثناء وحتى بعد هذه المباراة خصوصا مع تزايد أحاديث التهديد والوعيد لكل من يتنقل إلى القاهرة التي أصبحت وسائل الإعلام تسوّقها بقوة؟ ج: لقد تحدّثنا مع أجهزة الأمن المصري وناقشنا معهم موضوع الترتيبات الأمنية للتحكم في كل المجريات المتعلقة بهذه المباراة، وفي الحقيقة فإننا وجدنا تعاونا كبيرا لديها، ولهذا الغرض أبلغنا الوكالات السياحية التي تتكفل بتنظيم رحلات الأنصار من أجل أن ترسل إلينا قائمة الفنادق التي سيقيم بها الأنصار وذلك من أجل القيام بكل التعزيزات الأمنية الضرورية، إلى جانب وضع احتياطات أخرى خاصة بتأمين إقامة المنتخب الوطني. س: رئيس اتحاد الكرة المصري طلب من أنصار »الفراعنة« فعل أي شيء يمكنه التأثير على تركيز منتخبنا الوطني وتحديدا خلال الليلة التي تسبق موقعة 14 نوفمبر، هل اتخذتم الاحتياطات اللازمة لتفادي حدوث أي تشويش على »الخضر«؟ ج: أجهزة الأمن المصرية التزمت بضمان إقامة مريحة خاصة لمنتخبنا الوطني، وبالتالي لا خوف من التشويش عليه وهو أمر لا نجد له مكانا سوى في مواقع الانترنيت لأن الصحافة الآن وأغلب القنوات التلفزيونية الفضائية قد انتهجت أسلوب التهدئة بعد تدخلت الجهات الرسمية، وعلى ذكر المنتخب الوطني فقد استقبلنا أمس (الأحد) بعثة الفدرالية الجزائرية لكرة القدم التي سبقت وأن تلقت بدورها كل التسهيلات من حيث الحجز والتنظيم. س: ألا تعتقدون بأن الإعلام يتحمّل مسؤولية تزايد الحساسية المفرطة التي تسود أجواء التحضير للمباراة، ثم ألا ترون بأن التدخّل السريع للسلطات الرسمية للبلدين على أعلى مستوى هو من ساهم في تلطيف الأجواء وإسكات الكثير من الأصوات التي عملت على تغذية أجواء الفتنة بين الشعبين الشقيقين؟ ج: بصراحة أقول بأن الإعلام في البلدين أعطى المواجهة حجما أكثر من اللازم كما ساهم في تزايد حساسية هذه المقابلة التي تبقى مجرد مباراة كرة قدم تلعب في 90 دقيقة، ولكن لا يخفى عليكم بأن الأمور تحسّنت بكثير في الفترة الأخيرة بفضل تدخل السلطات الرسمية للبلدين بشكل ساهم هو الآخر في تلطيف الأجواء، فأنا مثلا أجريت 12 مقابلة صحفية مع 12 قناة فضائية وهي كلها حوارات تصبّ في هذا الإطار، كما التقيت في وقت سابق مع رئيس المجلس القومي للرياضة حسن صقر ورئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر حول هذا الموضوع حيث اتفقنا على طريقة عمل تصبّ في مصلحة البلدين لأن العلاقات بين الجزائر ومصر أكبر بكثير من مباراة في كرة القدم. وقد لاحظتم أن شدّة التوتر تراجعت بفضل خطاب التهدئة الذي تبناه الطرفان، وقد وصل الأمر حتى مستوى وزيري خارجية البلدين الذين تحادثا هاتفيا في الموضوع، ومن المرتقب أن يلتقي وزيرنا للشباب والرياضة الهاشمي جيار مع نظيره المصري حسن صقر يومي الأربعاء أو الخميس للتأكيد على خصوصية العلاقات بين الجزائر ومصر بعيدا عن أجواء المباراة المشحونة. س: ما هي الرسالة التي تودّون توجيهها إلى جماهير المنتخبين، وهل هناك ضمانات أمنية بالدرجة الأولى بعدم حدوث تجاوزات في أعقاب نهاية هذه المواجهة الكروية الحاسمة خاصة في حالة ما إذا كان التأهل من نصيب منتخبنا الوطني؟ ج: يجب أن يعلم الجمهور الرياضي في كل من مصر والجزائر أن مباراة 14 نوفمبر ليست الأولى التي تجمع بينهما، والأكيد أنها سوف لن تكون الأخيرة، وبالتالي لا ينبغي أن نعطيها أكبر مما تستحقّه لأن الأمر يتعلق في نهاية المطاف بمواجهة كروية بين بلدين عربيين شقيقين مهما كانت النتيجة النهائية للمباراة، والأكثر من هذا فإن مصير هذه المقابلة يحدّدها اللاعبون فوق أرضية الملعب وليس المقالات الجارحة التي تكتب عبر صفحات وسائل الإعلام ولا عن طريق إطلاق الهتافات الجارحة. فالأنصار سواء تعلق الأمر بمشجعي المنتخب الجزائري أو بالمنتخب المصري، لهم الحق في تشجيع فريقهم القومي لكن نريدها أن تكون تشجيعات في حدودها المعقولة وفي حدود الروح الرياضية، وقد لمسنا في هذا الإطار، كما أشرت سلفا، تعاونا من أجهزة الأمن المصري التي وعدتنا باتخاذ كل التدابير التي تضمن سلامة أنصار منتخبنا الوطني. س: هناك انشغال كبير لدى الإعلاميين الجزائريين من إمكانية إيجاد صعوبات كبيرة من الناحية التنظيمية مما سيؤثّر على ضمان تغطية موقعة 14 نوفمبر، ولذلك نريد أن نعرف طبيعة الإجراءات التي اتخذتموها في هذا الإطار؟ ج: ليس هناك مشكلة بتاتا فيما يتعلق بالصحفيين الجزائريين، فقد وصلتني رسالة من كاتب الدولة للاتصال عز الدين ميهوبي تتضمن قائمة اسمية ل 101 صحفي جزائري يرتقب أن يتنقلوا إلى القاهرة لتغطية هذه المقابلة، وبدوري وجّهت رسالة إلى وزارة الإعلام المصرية قصد اعتماد هؤلاء الصحفيين والجرائد التي يعملون بها بما يسمح بتسهيل المهمة أمامهم لنقل أجواء المباراة في أحسن الظروف، وأطمئن الإعلاميين الجزائريين بأنه سيتم التكفّل بهم على أحسن ما يرام وسيجدون بطاقات الاعتماد جاهزة على أن يقوموا فقط بملء بعض الاستمارات التي تدخل ضمن الإجراءات التنظيمية العادية. س: هل أعدّت سفارة الجزائر بمصر برنامجا خاصا للمنتخب الوطني إذا ما حقّق رفقاء القائد يزيد منصوري حلم ملايين الجزائريين بتجاوز عقبة الفراعنة وضمان تأشيرة مونديال جنوب إفريقيا السبت المقبل بملعب »كايرو ستاديم«؟ ج: سوف لن نشوّش على منتخبنا الوطني الاستقبالات الرسمية والمأدبات الفاخرة لأن اللاعبين بحاجة إلى كثير من التركيز في الأجواء التي تسبق المباراة، وزيادة على ذلك فإن الفريق سيصل إلى القاهرة مساء يوم 12 نوفمبر، وفي اليوم الموالي سيتفرّغ الطاقم الفني لوضع آخر اللمسات الفنية التي تسبق المواجهة ويتدرّب في الملعب الرئيسي وبالتالي سوف لن يكون هناك وقت كاف لمثل هذه الأمور (المأدبات)، ثم إن فريقنا سيغادر مصر نحو الجزائر مباشرة بعد نهاية المباراة مهما كانت النتيجة. س: صحيح أنكم تشغلون منصب سفير الجزائر بمصر، لكن نعتقد بأن هذا الأمر سوف لن يمنعكم من تشجيع رفقاء كريم زياني السبت المقبل مثل كل الجزائريين رغم أن وضعكم يختلف نسبيا، أليس كذلك؟ ج: أولا وقبل كل شيء أنا سفير وأمثل بلدي هنا بمصر، ورغم ذلك فإن هذا الأمر لا يمنعني من مناصرة منتخبنا لأنني جزائري وأريد الانتصار للخضر، لكن جلوسي في المنصة الشرفية سيدفعني إلى الالتزام أكثر خاصة وأن الوزراء المصريين الذين سيحضرون المباراة سيلتزمون هم أيضا بنفس الانضباط من منطلق المناصب الرسمية التي نشغلها.
