عرف مطار هواري بومدين الدولي أمس حركة غير عادية اتسمت بحيوية كبيرة صنعتها عودة النخبة الوطنية لكرة اليد إلى أرض الوطن، بعد مشاركتها المشرفة في بطولة أمم افريقيا ال19 التي جرت بالقاهرة وأسدل عليها الستار يوم السبت الفارط بتتويج المنتخب التونسي على حساب الفراعنة بنتيجة 24/22، فيما انتزع حماد ورفاقه تأشيرة المونديال عن جدارة واستحاقاق، بل كان بإمكانهم بلوغ النهائي على الأقل لولا "الكولسة" المصرية. ووجد وفد كرة اليد الجزائرية في استقباله وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار ورئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية رشيد حنيفي وبعض الإطارات الرياضية. ولم تخل عودة تشكيلة المدرب بوشكريو ومرافقيها الى أرض الوطن من تواجد عدد كبير من الأنصار الذين حيوا زملاء لابان على آدائهم الرائع خلال هذه البطولة، حيث رددوا بقوة الأغاني الوطنية ورفعوا الرايات الوطنية وكان المشهد شبيها بذلك الذي عشناه عند عودة منتخب كرة القدم من مدينة أم درمان ظافرا بتأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. وقد حرص المسؤول الأول عن قطاع الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار عند تبادل الحديث مع اللاعبين والطاقم الفني والطبي والإداري على التأكيد مجددا أن الدولة الجزائرية ستبقى حرية على تدعيم الرياضة بشكل عام، سيما الاختصاصات التي تساهم في خلق الفرحة والابتهاج لدى الشعب الجزائري. ولم يفوت جيار هذه المناسبة للتنويه بالوجه المشرف الذي ظهرت به التشكيلة الجزائرية في هذه البطولة حيث انتزعت المركز الثالث وتأشيرة المشاركة في البطولة العالمية المقررة بالسويد في 2011. من جانبه قال المدرب الوطني بوشكريو: "لقد حققنا الهدف الذي انتقلنا من أجله إلى مصر وهو المشاركة في العرس العالمي مع أننا كنا نأمل في التتويج باللقب القاري". وأضاف بوشكريو أن كرة اليد الجزائرية استطاعت أن تسترجع مكانتها بين أقوى المنتخبات الإفريقية وأن النتائج ستكون أفضل في المستقبل لما تتظافر الجهود في العمل. أما مدرب منتخب الإناث مراد آيت أوفلة، فقد نوّه من جهته بالمجهودات الضخمة التي بذلتها فتياته لكسب تأشيرة المونديال وأن الهدف كان على وشك الوصول إليه لولا معاناتهم أمام البنية القوية للاعبات الإفريقيات، لكن لا يمكن الإنقاص من المجهودات التي بذلنها في هذه الدورة التي سمحت لنا بكسب فريق سيكون له شأن كبير في المستقبل. وأوضح قائلا في تصريح لواج: "هذه النتائج لم تكن لتتحقق لو لم يكن هناك عمل متناسق ومتكامل بين كل الأطراف الفاعلة ونعني بها الوزارة والاتحادية والطاقم الفني واللاعبين، إنها ثمرة لعمل جماعي متكامل". وتابع مؤكدا أن هيئته أثببت وجودها وستضاعف مجهودها في المستقبل من أجل تحقيق نتائج تكون في مستوى التطلّعات خاصة في ظل وجود منتخبات شابة لا تحتاج إلا للرعاية والمتابعة. وأجمع اختصاصيو اللعبة على أن المنتخب الجزائري للذكور كان نجم البطولة الإفريقية التي جرت بمصر بالنظر إلى المستوى الراقي الذي قدمه سواء في الجانب الفني أو البدني وكان يستحق تنشيط اللقاء النهائي مع تونس على الأقل لولا الأخطاء الفنية التي ارتكبها طاقم التحكيم الروماني في مباراة نصف النهائي ضد "الفراعنة" وأجمع كثير من التقنيين الجزائريين والتونسيين وحتى المصريين على أن "الخضر" سيفرضون منطقهم على الساحة القارية كما ستكون لهم كلمتهم في المنافسات الدولية بداية بمحطة السويد.