أكد الشيخ بوعمران رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أن ظاهرة التنصير في الجزائر أخذت أبعادا خطيرة كون دعاة التنصير والتمسيح يعتدون اليوم على الدين الإسلامي الذي هو دين الدولة، فيما اعتبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف بأن ما يقوم به هؤلاء الدعاة مساس بوحدة الجزائر وتهديد لثوابت الأمة· وأوضح الشيخ بوعمران الذي نزل أمس ضيفا على القناة الثالثة خلال الحصة الخاصة بظاهرة التنصير في الجزائر، بأن دعاة التنصير يعتمدون في حملاتهم على سبل وطرق غير شرعية ومخالفة لقوانين الدولة، حيث قال بأنهم يمارسون ضغطا على الأفراد ويقدمون لهم إغراءات قصد اعتناق الديانة المسيحية، وهو ما تثبته التسجيلات التي نقلت خلال الحصة الإذاعية، حيث نقلت شهادات بعض الملتحقين الجدد بالديانة المسحية وكذا تائبين بمناطق مختلفة من الوطن منها منطقة القبائل، وهران وقسنطينة، يكشفون فيها عن التنامي الكبير ل "شبه الكنائس" التي ظهرت في السنوات الأخيرة، حيث أن الأمر يتعلق بمساكن خاصة وفيلات، بل وأقبية، يحاول هؤلاء الدعاة جلب الأفراد إليها لممارسة الشعائر الدينية وتدريس التعاليم المسيحية، كما يقدم هؤلاء الدعاة، حسب شهادات بعض "التائبين"، إغراءات مثل المال، منصب عمل، تأشيرات··· وغيرها محاولة منهم لتنصير وتمسيح الجزائريين، كما تمارس في بعض الأحيان ضغوطات شديدة مثلما هو الشأن بالنسبة ل "فاطمة" من تيزي وزو التي تقول في اعترافها بأنها تتعرض اليوم إلى مضايقات من طرف بعض الدعاة و"الممسحين" لأنها رفضت اعتناق الديانة المسيحية وذلك بعد أن قامت بخطوات نحو الكنسية للمشاركة في بعض الطقوس المسيحية، قبل أن يفرض عليها الدعاة الزواج من أحد الممسحين· هذه الخروقات والضغوطات الممارسة تعترض القانون الجزائري الخاص بممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين على حد تأكيد المسؤولين الجزائريين، كما أن القساوسة والرهبان ورجال الدين المسيحيين حسب التسجيلات التي نقلت خلال الحصة، تبرؤوا من هذه الحملات ونفوا أن تكون الكنسية معنية بها، وذلك في وقت يرى أسقف الجزائر "تيسيي" بأن ظاهرة التنصير في الجزائر تتزامن مع ظهور تيار ديني في الولاياتالمتحدةالأمريكية برز في أمريكيا اللاتينية قبل أن ينتشر في آسيا، أوروبا وبعض بلدان إفريقيا الشمالية· من جهته وزير الشؤون الدينية والأوقاف أوضح بأن حرية العقيدة متوفرة للأقليات المسيحية في بلادنا، ولكنه لا يقبل الاعتداء على الدين الإسلامي الذي هو دين الدولة في عقر داره، أو تهديد ثوابت الأمة بالتخطيط لتعفين الأجواء ونشر التفرقة، حيث اعتبر الوزير بأن ذلك "مساس بالدين الإسلامي ووحدة الجزائر"، موضحا بأن النزاعات الداخلية، الاجتماعية والدينية التي تعيشها بعض البلدان الإفريقية مثل نيجريا والسودان والكونغو ناتجة عن حملات التبشير التي فرقت مجتمعات هذه البلدان· وعن الأقبية والفيلات وشبه الكنائس وأماكن العبادة التي ظهرت في السنوات الأخيرة والتي تدرس فيها التعاليم المسيحية، أكد الوزير بأنها غير شرعية تماما وتتعارض مع القوانين الجزائرية، موضحا بأنه حتى لبناء مسجد يجب الحصول على ترخيص من الجهات الوصية·