تم أمس بالجزائر العاصمة عقد لقاء جمع حوالي عشرين مقاولا جزائريا مع نظرائهم الألمان المتواجدين حاليا بالجزائر بحثا عن شركاء محليين. ويضم الوفد الألماني الذي يقوده وزير الاقتصاد والعمل والنقل لمنطقة باس- ساكس (شمال ألمانيا) السيد جورج بود رؤساء مؤسسات ينشطون في قطاعات النقل البحري وبناء السفن والوسائل اللوجستية وصناعة الآلات التي تستعمل قوة الرياح لتوليد الطاقة. وفي كلمة ألقاها خلال اللقاء أوضح السيد بودان الهدف من الزيارة التي يقوم بها الوفد الألماني يكمن في "تطوير شراكات على المدى البعيد مع مؤسسات جزائرية والمساهمة في نقل المهارة الألمانية إلى الجزائر من خلال التكوين خاصة". كما اعتبر في السياق أن التجربة "الإيجابية" التي تعيشها ما يقارب 200 مؤسسة ألمانية مستقرة في الجزائر تشجع مؤسسات أخرى على القدوم من أجل الاستثمار في هذا البلد منها مؤسسات منطقة باس-ساكس المعروفة بمرافئها المزودة بوسائل لوجستية هامة. وأضاف يقول إن "المؤسسات الألمانية تعيش تجربة جيدة للغاية (من خلال نشاطاتها في الجزائر) وأنه تم الالتزام بكافة العقود التي تم إبرامها مع الشركاء الجزائريين". وأشار السيد بود على هامش اللقاء إلى أن مؤسسة ألمانية هامة متخصصة في صناعة السيارات قد استثمرت حوالي 30 مليون دولار لتوسيع نشاطاتها في الجزائر موضحا أنه "في حال زيادة الطلب على منتوجاتها فإن هذه الشركة قد تفكر في إنشاء مصانع في الجزائر". ومن جهته قال أحد أعضاء الوفد الألماني السيد ديرك مالغووسكي أن السوق الجزائرية "من بين أكثر الأسواق جاذبية" في شمال إفريقيا بسبب التكاليف المنخفضة للإنتاج وجودة اليد العاملة. وأعرب السيد مالغووسكي الذي هو أيضا مدير مؤسسة متخصصة في بناء السفن عن "إرادته القوية" في تطوير نشاطاته في الجزائر التي باشرها منذ 2006 من خلال إقامة شراكات مع مؤسسات جزائرية. ومن جهته أشار المدير العام للغرفة الجزائرية-الألمانية للتجارة والصناعة السيد هرجنروذر إلى أن هذا الوفد هو ثاني وفد يقوم بزيارة للجزائر منذ بداية السنة. وحسب المسؤول فإن "العدد الكبير للمقاولين الألمان الذين قدموا إلى الجزائر خلال هذه السنة يدل على رغبة المؤسسات الألمانية في المشاركة بفعالية في الديناميكية التي يعرفها الاقتصاد الجزائري". للتذكير تأسست الغرفة الجزائرية-الألمانية للتجارة والصناعة سنة 2006 وتعد حاليا 620 عضوا. وحسب أرقام الجمارك الجزائرية بلغت الصادرات الألمانية نحو الجزائر سنة 2009 أكثر من 7ر2 مليار دلاور (بزيادة قدرها 4ر12 بالمئة) وبالتالي تعد ألمانيا خامس ممون للجزائر. (وأ)