دعوة رئيس مجلس الأمة خلال افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان النواب لعدم التغيب عن جلسات البرلمان جاءت لتذكر بالدور المنوط بالنائب الذي يفترض أن يضفي الطابع الجدي على سير أعمال هذه الهيئة، بعد أن انحصر حضوره في جلسات الافتتاح والاختتام. ولا يختلف اثنان في أن شغور قاعة البرلمان خلال سير الجلسات يعطي صورة لاتشرف هذه الهيئة التي يفترض أن تكون في مستوى آمال نقل الانشغالات الاجتماعية والتنموية للمواطن الذي منح الثقة لمن يمثله. لكن للأسف يكاد الحضور المناسباتي للنواب أن يكون تقليدا منذ تنصيب البرلمان، في صورة مغايرة لما يجب أن يكون عليه رغم أن الشعب اختار ممثليه لأن يكونوا حاضرين في القاعة لطرح انشغالاته والاستماع للحلول الكفيلة بحلها، كما أن حضورهم يعني حضور الشعب. فأمام هذا الواقع كيف يمكن لهؤلاء النواب أن يقنعوا المواطن بالذهاب إلى التصويت بكثافة خلال الانتخابات التشريعية، في الوقت الذي يفترض فيهم أن يعملوا على إقناعه بالعمل الجاد، ولعل أبسطه الالتزام بالحضور والحرص على السير العادي للعمل البرلماني. ولقد رأينا كيف انعكس هذا السلوك على نتائج الانتخابات التشريعية في ماي 2007 حيث شهدنا مشاركة محتشمة للمواطنين، ضف إلى ذلك ضعف الأداء البرلماني لبعض النواب الذين لم يكونوا في مستوى الامال المعقودة عليهم ،، فالاجدر استخلاص مثل هذه الدروس حتى لا يتكرر السيناريو مع الانتخابات التشريعية المقبلة، من منطلق أن النتائج تستخلص في الميدان ومن الميدان، وحتى لايكون النائب نائبا مناسباتيا.