نظمت جمعية مشعل الشهيد أمس ندوة تاريخية حول مسيرة المجاهد محمد أوعمران النضالية والتحريرية خلال الثورة المسلحة وقبلها وتكوينه السياسي والعسكري الذي مكنه من الوقوف في وجه الاستعمار الفرنسي والمساهمة في دعم الثورة والتخطيط لها في الولايتين الثالثة والرابعة التاريخيتين أكد بعض رفقاء المجاهد الذي توفي في 28 جويلية 1992 إثر مرض عضال ألزمه الفراش، خلال ندوة منتدى جريدة المجاهد بالجزائر أن محمد أوعمران الذي كرس حياته للدفاع عن بلاده ومحاربة الاستعمار الفرنسي قدم استقالته عشية مؤتمر طرابلس الأخير بسبب الخلافات التي كانت داخل صفوف الحكومة المؤقتة آنذاك ومخالفته للآراء السياسية التي أدت إلى حدوث هذه الخلافات آنذاك إلا أنه ظل دائما يدعو للحوار ويلح على أهمية التفاهم لحل كل المشاكل السياسية لبناء الدولة المستقلة· ولد محمد أوعمران في 10 أكتوبر1919 بذراع الميزان بمنطقة القبائل، انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري في ربيع سنة 1941، وفي سنة 1947 عشية تنظيم الانتخابات المحلية ألقي عليه القبض من قبل قوات الاستعمار الفرنسي غير أنه تم إطلاق سراحه فيما بعد، كما أنه شارك بقوة في إعلان الثورة المسلحة، وبعد تشكيل الحكومة المؤقتة عين مبعوثا لها في تركيا، وساهم المجاهد أعمران بقوة في تشكيل خلية وطنية للمدرسة العسكرية بشرشال إلى غاية سنة 1944 حيث تم إلقاء القبض على معظم نشطائها من قبل الاحتلال الفرنسي في سنة 1945 ومن بينهم محمد أوعمران الذي استغل فترة تواجده بالسجن للاحتكاك بأكبر المجاهدين الذين كانوا في نفس السجن واستشهدوا بعد ذلك أمثال محمد بوراس وغيره، والذين غرسوا فيه قيم التضحية في سبيل الوطن، وهي القيم التي ظلت راسخة في ذاكرته حيث نقل عدة شهداء عن هؤلاء الأبطال السجناء العديد من الشهادات خاصة لمحمد بوراس، حيث ذكر الباحث التاريخي محمد عباس في شهادة نقلها عن محمد أوعمران أنه كان دائما يضرب المثال عن رموز التضحية والشجاعة بمحمد بوراس عندما كان يقول " لا أخاف من تعذيب الجلادين الفرنسيين، وإنما أخشى من عذاب الله فقط" وذلك عندما كان يتعرض للتعذيب داخل زنزانات السجن من قبل العدو الفرنسي· كما يذكر أيضا أن محمد أوعمران تدرج في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، ولعب دورا فعالا في الإعداد لثورة الفاتح من نوفمبر في المنطقتين الثالثة والرابعة التاريخيتين، وكانت له علاقات حميمية مع كبار المجاهدين أمثال عبان رمضان والشهيد مصطفى بن بولعيد، بالإضافة إلى مساهمته في ترتيب الأمور في تونس لصالح لجنة التنفيذ والتنسيق المنبثقة عن مؤتمر الصومام، ودوره أيضا في تهريب الأسلحة لصالح الثورة وإدخالها للجزائر انطلاقا من طرابلس· وقد طلب رفقاء المجاهد خلال هذه المناسبة بتسمية جامعة أو مطار باسم المجاهد تخليدا لنضاله وعمله الدؤوب خدمة للثورة واستقلال البلاد· *