تعمل كل من الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية "الجاكس" وبرنامج تدعيم قدرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للتصدير خارج المحروقات "أوبتم اكسبور"، على تحضير عدد من المؤسسات الاقتصادية الجزائرية لولوج السوق الأوروبية في مجال الصناعة الغذائية الحلال والمواد الأخرى التي تحمل هذه الخصوصية، وسيتم في هذا الإطار توضيح الرهانات الاقتصادية المرتبطة بهذا المجال الذي يعرف اتساعا في أوساط المستهلكين المسلمين وغير المسلمين في أوروبا ومختلف دول العالم. وسيتم نهاية هذا الأسبوع تنظيم لقاء إعلامي تقني بمقر المدرسة العليا الجزائرية للأعمال حول موضوع سوق المنتوجات الحلال في أوروبا، يرمي إلى توضيح مفهوم الغذاء الحلال في السوق الأوروبية والرهانات الاقتصادية المرتبطة بهذا المجال غير المستغل من طرف المؤسسات الاقتصادية الجزائرية والذي قد يكون سوقا واعدا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية المصدرة خارج المحروقات. وحسب برنامج تدعيم قدرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للتصدير خارج المحروقات "أوبتم اكسبور" فإن اللقاء يندرج ضمن التحضيرات الرامية للمشاركة الجزائرية المرتقبة في الصالون الأول للغذاء وخدمات الحلال الذي ستحتضنه العاصمة الفرنسية باريس يومي 30 و31 من الشهر الجاري، كما أنه يهدف إلى مرافقة المؤسسات الاقتصادية الجزائرية وتحضيرها لولوج هذه السوق والاستفادة من فرص الاستثمار فيها. وحسب مؤطري برنامج "أوبتم اكسبور" فإن اللقاء الذي يعد الأول من نوعه ينشطه عدد من المختصين في مجال التوزيع والتسويق، بهدف مرافقة وتحضير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية لتحديد المستهلك المهتم بهذا النوع من المنتوج في أوروبا بالإضافة إلى تحسيس أصحاب هذه المؤسسات بالإمكانيات التجارية التي يوفرها هذا المجال المتخصص في إطار التوجهات الجديدة لهذا النوع من الاستهلاك. كما ستشهد التظاهرة الاقتصادية الأولى من نوعها التي ستحتضنها باريس، مشاركة 12 مؤسسة اقتصادية جزائرية اختيرت رسميا في إطار رهان "أوبتم اكسبور"، وحسب المصدر فإن سوق منتوجات الحلال في أوروبا هي صيغة حقيقية تمنح فرص ثمينة للاستثمار وتعد عرضا هاما لكل المؤسسات ومختلف المتدخلين الاقتصاديين في مجال الصناعة الغذائية والمستثمرين في سوق المنتوجات الحلال، هذه الأخيرة التي يشهد استهلاكها اتساعا معتبرا في أوروبا وغيرها من الدول الغربية من قبل المسلمين وغير المسلمين وهي تشمل المواد المحولة والأطباق الجاهزة وغيرها من المواد، كما أنه يتم حاليا تسجيل ظهور نقاط بيع لهذا النوع من المنتوجات منها الغذائية وغير الغذائية. ويؤكد المصدر بأن العروض التجارية الخاصة بالمواد الحلال تعرف تنوعا كبيرا منها ما يرتبط بالمنتوجات الصحية الجسمية ومواد التجميل والمواد الصيدلانية وهو ما يدفع قطاعات صناعية عديدة للتخصص في هذا المجال وعرض مجموعة هامة منها لا تحوي في تركيبتها أي مادة دهنية حيوانية. وبلغة الأرقام فإن السوق العالمي لهذه المنتوجات يمثل ما قيمته 500 مليار أورو، ويقارب في فرنسا لوحدها 4 مليارات اورو وحسب المختصين فهو يشهد نموا سنويا بنسبة 10 بالمائة حتى آفاق 2012.