أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد سعيد بركات، على أهمية انجاز تعمير يحافظ على صحة المواطن وعلى استئناف الوزارة للحوار مع نقابتي ممارسي الصحة العمومية والممارسين المختصين للصحة العمومية. وأوضح الوزير،أمس، على هامش إشرافه على انطلاق فعاليات إحياء اليوم العالمي للصحة تحت شعار ''التوسع العمراني والصحة'' من خلال لقاء نظم بالمعهد الوطني للصحة العمومية أن ''الجزائر مقبلة على بناء مليونين ونصف وحدة سكنية بالإضافة إلى الهياكل القاعدية وعلى هذا الأساس يجب احترام معايير البناء التي تحمي صحة المواطن''. وأضاف أن التوسع العمراني يجب أن يكون ذا وجه إنساني، مركزا على ضرورة تحسين الظروف الصحية للمواطن خاصة على مستوى التجمعات السكنية التي تشهد اكتظاظا. من جانبها، أشارت السيدة بوتقجيرات ليلى، طبيبة عامة بالمعهد الوطني للصحة العمومية أن المحيط العمراني يمكن أن تكون له تأثيرات سلبية على صحة الإنسان نظرا لقلة النظافة أوانعدامها وكذا الأمراض الناتجة عن تلوث المياه وعدم وجود قنوات الصرف الصحي. وأفادت أن هذه الظروف التي تطبع العديد من المجمعات السكنية تتسبب في أمراض معدية وأخرى مزمنة التي تنتج في غالب الأحيان أيضا إلى جانب الظروف السابق ذكرها عن طريق النظام الغذائي والازدحام المروري وتلوث الهواء. وأوضحت أن أكثر الاستشارات الطبية التي تجرى على مستوى المدن يكون مردها إلى التلوث والأمراض الناتجة عن المحيط العمراني غير الملائم لصحة الإنسان. وفي هذا السياق، دعت كل الجهات المعنية بما فيها مؤسسات الصحة الجوارية إلى الحفاظ على صحة المواطن، وكذا نشر الوعي الصحي في أوساط تلاميذ المدارس. وتطرق المتدخلون، خلال اللقاء، إلى آثار التحضر على صحة الإنسان وكذا أهم التحديات الصحية التي ترافقه من مياه وبيئة وغيرها. وأفادوا أن نصف سكان العالم يقطنون حاليا في المدن وسيعيش ستة من أصل عشرة أشخاص في المدن بحلول العام .2030 كما يعيش أكثر من مليار نسمة في العالم في أحياء عشوائية في المناطق الحضرية. واعتبر المتدخلون أن التخطيط العمراني السليم في المناطق الحضرية يساعد على تعزيز السلوكيات الصحية وسلامة المواطن وذلك من خلال اعتماد تصميم يسمح بتعزيز الأنشطة البدنية وتحسين الظروف المعيشية لسكان المناطق الحضرية. من جانبه ،أشار تقرير المكتب الجهوي لإفريقيا لمنظمة الصحة العالمية إلى أن نصف سكان المناطق الحضرية بإفريقيا يعانون على الأقل من أمراض ناتجة عن نقص المياه الشروب وكذا انعدام قنوات الصرف الصحي كما تسجل 60 مدينة إفريقية تفاقما في الإصابة بمرض الكوليرا. وأفاد أن المنظمة العالمية للصحة تسعى بمعية شركائها والمجتمع المدني إلى وضع معايير وسياسات تساهم في حماية الصحة العمومية على مستوى المناطق الحضرية.