كرم الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين مؤخرا الخباز الجزائري عبد القادر قوجيل ابن مستغانم الحاصل على المرتبة الرابعة دوليا في صناعة الخبز والحلويات في المسابقة الدولية ''كأس العالم'' التي أجريت بباريس مؤخرا بمشاركة 34 دولة، ليحوز على المرتبة المذكورة بعد كل من أمريكا والفيلبين وفرنسا، ويكون بذلك قد مثل الجزائر أحسن تمثيل، وسيعمل على تمثيلها مرة أخرى إذا فاز في سباق الذهاب للدار البيضاء. ''المساء'' التقت الخباز الجزائري وأجرت معه هذا الحوار. المساء: ماذا تمثل بالنسبة لك مهنة الخباز؟ عبد القادر قوجيل: هي المهنة التي تضمن - خبزة صاحبها - كما يقال، وهي من المهن المضمونة، فالكل يحتاج للخبز الذي يعتبر مادة أساسية للغذاء، علاوة على حب الجزائري له، بالنسبة لي هذه المهنة كانت اختيارا بإيعاز من الوالد ولكنني أحببتها وتفانيت في عملي بها. - كم هو عمرك المهني، وكيف كانت بدايتك مع مهنة الخباز؟ أمارس صناعة الخبز منذ 32 سنة كاملة، وهذا لم يمنعني من مواصلة دراستي، فأنا حائز على ليسانس في البيولوجيا من جامعة مستغانم سنة ,1987 البداية كانت وأنا لم أتجاوز ال 12 سنة، حيث ترعرعت في أجواء الطحين والعجين فقد كان والدي خبازا، وقد أعد لي جدول زمن لمساعدته، فعندما أخرج من المدرسة كان لزاما علي الالتحاق بالمخبزة التي يعمل بها، حيث تعلمت كيفية صناعة الخبز والبريوش أنا وإخوتي، فقد أراد والدي أن يورثنا هذه الحرفة النبيلة، ولذلك كان وقتي مقسما بين التعلم والدراسة، صراحة لم يكن لدي الوقت لأخرج للشارع للعب، فقد كان والدي قاسيا في هذا الجانب، لأنه أراد أن نتعلم الحرفة أولا. - بين الخباز والبيولوجي، كيف تم الاختيار؟ عندما حصلت على البكالوريا والتحقت بجامعة مستغانم وأنهيت دراستي أردت المواصلة بباريس، درست مدة سنة هناك وبقيت لي سنتان لأفتح مخبر تحاليل طبية خاص بي، إلا أن الظروف حالت دون المواصلة، لقد اخترت كرامتي، ورجعت إلى أرض الوطن، وهنا وضعني والدي بين خيار العمل معه أو العمل بمفردي في المخبزة، فاخترت الاستقلالية فأعطاني كل الإمكانيات وبدأت العمل لحسابي الخاص بعدما فتحت مخبزتي الخاصة، ولم أندم أبدا على هذا الاختيار، لأنني يوميا أخدم الناس بما ينفعهم وينفع صحتهم. - كيف تم اختيارك في المسابقة؟ مسابقة باريس لم تكن وليدة هذه السنة، فجذورها تعود إلى سنة ,2006 حيث طلب مني الوالد المشاركة في المسابقة التي ستقام حول الحلويات، الخبز والبريوش، لم أتحمس للفكرة بحكم أنني صاحب أشغال كثيرة، إلا أن تحفيزات الوالد كانت وراء المسابقة، حيث قال لي "إذا كنت تريد دعوات الخير أريدك أن تشارك''، وعندما دخلت حصلت على المرتبة الأولى في التصفيات الجهوية للغرب، ثم انتقلت مع المتنافسين إلى العاصمة حيث تم اختيار الأفضل، ثم دخلنا في تربص مغلق لمدة شهر في فندق الفرسان ببراقي، وحصلت على المرتبة الأولى في المسابقة النهائية وقد اخترت البريوش، في حين حصل متنافس من تيارت على المرتبة الأولى في الخبز، أما في الحلويات فكان الفائز من سطيف، ومثل الجزائر في نصف النهائي الإفريقي والمتوسطي. بدأنا المسابقات في مارس 2007 وذهبنا في مجموعات ومثلنا الجزائر في مجموعات وحصلت على المرتبة الثالثة ولم نشارك في نهائيات ,2008 حيث اكتفينا بالمرتبة الثالثة. أما فيما يخص كأس العالم في مارس 2010 تم اختيار الأحسن من المشاركين في الدورات السابقة، حيث تم اختيار 8 أشخاص من كل تخصص، وفي النصف النهائي تحصلت على المرتبة الأولى. - كيف كانت الأجواء؟ عندما وصلت هناك اكتشفت أن المشاركين من الدول الأخرى حظوا بشرف التربص لمدة سنة حرصت دولتهم عليه، وأنا شخصيا أحمد الله أنني أملك مخبزتي الخاصة، حيث كانت لي فرصة تعلم الأشياء على قواعدها. بالنسبة لأجواء المسابقة كانت مميزة، حيث وجدنا الراحة النفسية التامة في المعاملة، بالإضافة إلى وجود مترجمين بحكم أن الكثير من المشاركين من جنسيات مختلفة، لم أجد صعوبة في اللغة، كما أن الأسئلة كانت جد بسيطة، منها لماذا اخترت هذه المادة؟ وماذا عن المقادير؟ بالنسبة للمعرض فإن سمته هي كونه عالميا وهو مفتوح أمام أعين الناس والحكام الذين بلغ عددهم ,6 وبالنسبة لساعات العمل 8 ساعات يوميا من التحضير لعرض مختلف الأنواع. - هل من مسابقات في الافق؟ نعم إن شاء الله، فقد تم استدعائي للمشاركة في المسابقة التي ستقام بالدار البيضاء بالمغرب، وستبدأ عملية التصفيات من البداية أي انطلاقا من المسابقة الجهوية، وقد ألح علي الكثير من الأصدقاء للمشاركة، وسألبي الدعوة. - بعد كل هذه السنوات، كيف ترى هذه المهنة؟ هي مهنة رائعة لكن من الصعب جدا أن تكون أبا وصاحب مسؤولية، فتخرج في الصباح الباكر، ولا تعود إلا في وقت متأخر، حتى أبناؤك يكبرون بعيدا عن عينيك، كما يصعب التحكم في طباع الناس ممن يعملون معك، فهناك من يحافظ على المواد والآلات، وهناك من لا يهمه الأمر، وكل هذا يؤثر سلبا على الصحة.