تعد جامعة التعليم المتواصل فضاء علميا وثقافيا يتماشى ومتطلبات الجامعة الجزائرية، ورغم أهميتها يبدو أن العديد من المواطنين لا يدركون أنها تمنح الفرص للراغبين في الترشح لاجتياز شهادة البكالوريا للمرة الثانية، وبالتالي الحصول على شهادات نجاح تؤهل الناجحين لدراسة تخصصات مختلفة.ولتقديم صورة عما تقدمه هذه الجامعة من عطاءات علمية وثقافية، اقتربت ''المساء'' من بعض الطلبة الذين يتلقون دروسا عن بعد بمركز جامعة التعليم المتواصل الجزائر شرق. عن سبب التحاقها بمقر جامعة يوسف بن خدة تقر الآنسة حياة (20 سنة) ''لم أنجح في إحراز شهادة البكالوريا شعبة آداب وعلوم إنسانية، فسجلت في جامعة التعليم المتواصل بعد أن وجهني والدي إليها، وشجعتني والدتي رحمها الله على ذلك، فتحصلت على الشهادة، وبموجب ذلك اخترت تخصص قانون الأعمال الذي تفوقت فيه كثيرا، مما يؤهلني للحصول على شهادة الماستر بكل اعتزاز''، وتضيف محدثتنا ''جامعة التعليم المتواصل تمنح العديد من الفرص للطلاب الذين لم يسعفهم الحظ في الحصول على شهادة البكالوريا، وتفتح آفاقا رحبة لمن يريد أن يدرس كما يدرس طلبة الجامعة العادية''. ويرى من جهته السيد اسماعيل، وهو مسؤول في مؤسسة خاصة، أن اختياره لهذا النوع من التعليم أمر صائب يسمح له بمزاولة العمل في ظروف حسنة، إضافة إلى التكوين الأكاديمي عن بعد، مبرزا أن جامعة التعليم المتواصل تتوفر على تخصصات تتماشى وعالم الشغل وتواكب التطورات السريعة في الميادين الاقتصادية والتكنولوجية، إلى جانب مساهمتها في رفع المستوى المعرفي. طموح كبير دفع السيدة دليلة أيضا، موظفة، للالتحاق بجامعة التكوين المتواصل، فهي تريد من جهة تطوير مستواها التعليمي، وتطمح من جهة أخرى إلى تحقيق هدف فضلت التكتم عنه، معتبرة أن إقبالها على الزواج لن يعيقها على الدراسة والعمل في آن واحد. وعن الشهادة وما يروج عنها من أفكار تشير إلى أنه غير معترف بها تقول بكل ثقة ''كل علم له فائدة''. ورفعت السيدة صليحة كذلك راية العلم بالانتساب إلى جامعة التعليم المتواصل، فهي لم تكتف بشهادة الليسانس التي تحصلت عليها من الجامعة العادية، ففكرت في تحسين مستواها ومواجهة الفراغ بدراسة تخصص قانون الأعمال الذي من شأنه أن يدعم خبرتها المهنية كونها تعمل في إحدى مصالح قطاع التعليم العالي. أما بلال الذي يعمل في شركة بناء فأراد من خلال الالتحاق بجامعة التعليم المتواصل أن يبرهن على قدراته الفكرية، وفي المقابل لا يرى السيد''ع.ع'' الذي يعمل في وزارة التضامن أي عائق يحول دون طلب المزيد من العلم رغم أنه في غنى عن الشهادة.. ويقول ''هذه الجامعة أداة للربط بين العمل وأحدث ما توصلت إليه العلوم والتكنولوجيا، حيث أواكب من خلالها التطورات بشروحات ليس لها بديل''. وبرأي أستاذ للغة الأجنبية بجامعة الجزائر فإن جامعة التعليم المتواصل مركز لإعادة تأهيل خاص بفئات معينة ومصدر مهم لمن يريد أن ينهل من العلم والثقافة.