تحتضن الجزائر بنزل الشيراطون، اليوم، الدورة ال31 للجمعية العامة للمنظمة العربية للتنمية الزراعية وال36 للمجلس التنفيذي للمنظمة بحضور 22 وزيرا للزراعة بغرض مناقشة الخطة التنفيذية لبرنامج الأمن الغذائي العربي الذي تم إطلاقه في قمة الكويت شهر جانفي ,2009 الهادف إلى تعزيز الأمن الغذائي العربي وتسطير خطة العمل لسنتي 2011 و2012 حيث سيتم لأول مرة إدراج قطاع الصيد البحري وتربية المائيات في الخطة. وقصد اطلاع المدير العام للمنظمة على الواقع الزراعي في الجزائر تفقد السيد طارق بن موسى الزدجالي رفقة الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية السيد سيد أحمد فروخي أول أمس عددا من المزارع النموذجية والمحيطات الفلاحية بولاية عين الدفلى المرشحة لتكون قطبا زراعيا بإنتاج وطني يقارب 900 ألف طن سنويا. كما أبدى المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية السيد طارق بن موسى الزدجالي وهو يعاين عددا من المستثمرات الفلاحية بولاية عين الدفلى، اهتمامه لما تم تحقيقه من مشاريع تنموية زراعية بالجزائر التي سجلت إنتاجا جد مشجع في مجال زراعة الحبوب خلال الموسم الفارط، مشيرا إلى أن الحكومة الجزائرية قطعت أشواطا كبيرة في مجال تحقيق الأمن الغذائي بفضل برامج التنمية الفلاحية وهو ما يعد تجربة رائدة في العالم العربي، ولم يكتف المسؤول بالشروحات التي قدمت له من طرف مدير الفلاحة لولاية عين الدفلى حيث حرص في كل مرة على ضرورة إدراج التكنولوجيات الحديثة وتنويع الأساليب لمضاعفة الإنتاج. ولدى تفقد الوفد للمزرعة النموذجية ''بسامي'' ببلدية بئر ولد خليفة حرص مدير المنظمة على ضرورة تعميم التجربة الجزائرية في مجال إنتاج البطاطا على باقي الدول العربية، مشيرا إلى ضرورة تنويع وسائل الإنتاج وتوفير النوع الجيد من البذور للحصول على أجود الأنواع، علما أن منتوج البطاطا يعد من أهم دعائم الأمن الغذائي لأي دولة، وخلال زيارة أحد حقول إنتاج القمح الصلب تلقى المسؤول شروحات وافية حول استراتيجية الدولة لتطوير شعبة القمح بالجزائر، وبعين المكان ألح السيد الزدجالي على ضرورة توسيع مجالات السقي بالتقنيات الحديثة التي تسمح بعقلنة استغلال الموارد المائية نظرا لما تعاني منه الدول العربية من نقص فادح في هذه المادة الحيوية، أما خلال تفقد ملبنة ونيس اطلع المسؤول على الخطط الجديدة المنتهجة من طرف السلطات المحلية تحت وصاية الوزارة للرفع من قدرات جمع الحليب الطازج للتخفيف من أعباء فاتورة استيراد غبرة الحليب. وقصد الوقوف على ما تم تحقيقه من مخطط التجديد الريفي أشرف ضيف الجزائر على توزيع قرارات الاستفادة من 150 خلية نحل عبر 15 حصة و336 رأس غنم عبر 28 حصة و42 رأس بقر عبر 14 حصة وذلك لصالح الفلاحين بالمناطق الريفية، وهو الإجراء الذي شجعه المسؤول حاثا السلطات المحلية على متابعة نشاطات الفلاحين المستفيدين وتنويع نشاطات المرأة الريفية التي لها هي الأخرى دور فعال في التنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي. وعند معاينة الحوض المائي المتدفق لسد تيغزال الذي يساهم في تموين سكان المنطقة والبلديات المجاورة ب700 ألف متر مكعب صالحة للشرب و3,1 مليون متر مكعب سنويا للقطاع الفلاحي أشاد المسؤول بضرورة الاهتمام بالمجمعات والإمكانيات المائية عبر الوطن العربي الذي يعاني من إشكال توفير القدرات المائية. وعليه يجب توجيه الاستثمارات نحو توسيع استعمال أساليب السقي بالتقطير. وببلدية العبادية اطلع الوفد على النتائج المحققة من برنامج ''سيربلاك'' لإنتاج وتسويق منتوج البطاطا بالولاية حيث شرعت السلطات المحلية بصيانة غرف التبريد لاستقبال محصول الإنتاج الموسمي الذي سيتم جنيه ابتداء من الشهر القادم، وفي ختام الزيارة طاف ضيف الجزائر بمتحف الأمير عبد القادر ومصنع الأسلحة ببلدية مليانة وتلقى بعين المكان شروحات وافية عن تاريخ الجزائر وإنجازات الأمير التي تحدثت عنها كتب التاريخ المعاصر.