حلّت سيدة الطرب العربي وردة الجزائرية، أوّل أمس، بمطار هواري بومدين قادمة من مصر وذلك للمشاركة اليوم في الاحتفالات المزدوجة المخلّدة للذكرى الثالثة والخمسين لاندلاع الثورة المجيدة وافتتاح الطبعة الثانية لملتقى أحمد باي ببسكرة الذي ينظم تحت إشراف الديوان الوطني للثقافة والإعلام· السيدة وردة التي بدت في صحة جيدة واستعداد كامل لمواصلة مشوارها الفني لسنوات طويلة أخرى، عبّرت عن السعادة الدّائمة التي تغمرها كلّما غنت في الجزائر وخاصة عندما تشارك في إحياء أعياد الجزائر التي طال غيابها عنها، مضيفة أنّها زارت الجزائر وقضت فيها ثلاث سنوات نقاهة استردت خلالها عافيتها وهي تعود إليها اليوم بكامل صحتها· أمّا عمّا ستقدّمه الفنانة خلال سهرتها اليوم ببسكرة، فأكّدت أنّها ستكتفي بتقديم أغانيها الوطنية بالإضافة إلى أغنية "نداء الضمير" التي غنّتها مرة واحدة فقط خلال الستينيات ولم تعدها بعد ذلك أبدا والتي حضّرتها خصيصا للمناسبة· في سياق آخر، توقّفت سيدة الطرب العربي عند تجربتها التلفزيونية الأخيرة "آن الأوان" مؤكّدة أنّها لن تعيدها أبدا، لأنّ من لا يملك علاقات قوية في مصر على حد قولها ولا يتصل بهذا وذاك ويتوّسل إلى فلان وعلاّن لا يمكنه أن يقدّم عملا تلفزيونيا، قائلة وأنا لن أفعل ذلك، كما عادت الفنانة إلى مشروعها حول إنشاء مدرسة موسيقية بالجزائر، مؤكّدة أنّ المشروع توقّف لأنه لم يلق دعما من طرف السلطات، رغم أنّ فكرة المشروع كانت أن تبادر السلطات بإنتاج مدرسة وتقوم هي بالتدريس فيها· وفي سؤال عن مشروع تسجيل مذكّراتها في كتاب أكّدت أنّ إنجاز الكتاب متواصل ويشرف على الانتهاء، كاشفة في سياق آخر أنّها اختارت الفنانة أمل ماهر لتمثيلها في الفيلم الوثائقي الذي سينجز حولها في مصر، وبالمقابل رفضت الفنانة العربية الأولى الخوض في الوضعية الراهنة للفن مكتفية بالقول إن إنتاج الأغنية العربية اليوم يبحث عن الجمال والفستان قبل الصوت· ومن جهته، عبّر الملحّن المصري المعروف حلمي بكر عن سعادته بوجوده في الجزائر رغم أنّها ليست المرة الأولى، مؤكّدا أنّ حضوره إلى جانب السيدة وردة - التي وصفها بالرمز المتبقى من جيل العمالقة الذين يمثّلون الأغنية الصالحة والجميلة والمتمسّكة بالجذور العربية الأصيلة - له دائما رونق وجمالية خاصة، تعيد إلى ذهنه ذكريات جميلة مضت عندما جمعتهما نفس الزيارة لتقديم "عيد الكرامة" وبعدها "عبد القادر" وما حققتاه من نجاح باهر، مشيرا إلى أنّ سعادته اكتملت بتزامن هذه الزيارة مع الاحتفالات بعيد الثورة·. وفي تقييمه للمشهد الفني العربي، أكّد حلمي بكر أنّ هناك دائما فنونا تسمى ب"مخلّفات الحروب"، وهذا النوع من الفنون إذا أخذ وقتا طويلا سيبعدنا عن الواقع والأصول وقال: فأرجو أن يتقلّص هذا الوقت لصالح الأغنية، من أجل وضع حد لهذا الميوع اللحني والكلامي واللاّطربي لأنّ كلّ هذا يسيء للأغنية العربية، مضيفا بقوله الحمد لله أن هناك جذورا تشدّنا، لكنّ هذه الجذور تحتاج لمن يرويها· *