تعتبر الحمامات المعدنية المتواجدة عبر ربوع ولاية بجاية، إحدى أهم ركائز السياحة بالولاية بعد الشواطئ والبحيرات، إذ تستقطب آلاف الزوار سنويا يزورونها لغايات تختلف من فرد إلى آخر، بين راغب في التمتع بمناظرها الخلابة وباحث عن العلاج من المرض، تعد عاصمة الحماديين حاليا سبعة حمامات معدنية تتفاوت من حيث المساحة وتدفق المياه ومزاياها العلاجية.. وأشهرها حمام السيلان الذي يتميز بطابعه التقليدي بصورة كلية، على غرار باقي الحمامات التي لم يتم الاستثمار في أي منها، بالرغم من عشرات الطلبات والملفات المودعة لدى السلطات المحلية لهذا الغرض، غير أن ذلك لم يمنع آلاف الأشخاص والعائلات من زيارتها على مدار السنة. وتوفر هذه الحمامات التي تصنف على أنها نقاط سياحية، مزايا علاجية للعديد من الأمراض من خلال نوعية مياهها المعدنية التي تتراوح درجة حرارتها بين 45 و75 د/م، حيث أكدت دراسات علمية أجريت على هذه المياه صلاحيتها لعلاج أمراض كثيرة، من ذلك أمراض التنفس والأمراض المتنقلة عن طريق المياه وأمراض العظام والأمراض الجلدية، وهو ما يدفع آلاف الأشخاص إلى اللجوء إلى هذه الحمامات بحثا عن الشفاء، وقد أكدت متابعة ميدانية لزوار الحمام من قبل السلطات البلدية توافد أكثر من 10 آلاف شخص على استعمال مياهه والتمتع بمناظره خلال سنة ,2009 وهو ما يؤكد فرضية اهتمام الفرد الجزائري بالسياحة الحموية، على عكس ما يتم تداوله محليا من كون هذه الحمامات مجرد حمامات تقليدية لا تصلح لشيء، وفضلا عن المزايا العلاجية لهذه الحمامات يمكن لزائرها أن يتمتع بمناظر سياحية نادرة جدا وسط الغابات الكثيفة والجبال الشاهقة التي تضفي على المكان رونقا فريدا، وتعطي للزائر راحة نفسية لا تضاهيها راحة، خاصة وأنها تسهم بدرجة كبيرة في إنجاح العلاج الذي أصبح يوصى به للكثيرين من طرف أطباء مختصين عبر الوطن. وما يميز حمامات بجاية عن غيرها هو ارتباط سكانها بأساطير رائعة عن تاريخ هذه الحمامات وكيفية نشأتها، ومنها أن تدفق المياه مرتبط بدعوات الأولياء الصالحين وتصرفات السكان وسيتوقف تدفق تلك المياه بمجرد زوال هذه الدعوات أو تغير أخلاق وتصرفات السكان، على حد تعبيرهم.