انطلقت أول أمس النشاطات الثقافية المبرمجة في إطار فعاليات المهرجان الثقافي الدولي الثالث لأدب وكتاب الشباب برياض الفتح وفي هذا الإطار قدمت ثلاث محاضرات حول الموضوع من طرف ناشرين وأساتذة من فرنسا والكونغو الديمقراطية. وفي هذا السياق نظم لقاء نشطته كل من الكاتبة والمدرّسة ناديا رومان والناشرة الكاتبة نتالي بورترا من فرنسا،اللتين تحدثتا عن تجربتهما في عالم كتابة قصص الأطفال والشباب،وقالت ناديا أنه من خلال تجربتها كمدرّسة وكاتبة ،تعلمت أن تقرأ القصص للأطفال حتى ينجذبوا إلى هذا العالم،مضيفة أن هذه الطريقة هي الأجدى لتحبيب المطالعة للأطفال. واعتبرت ناديا أن استعمال أدب الشباب في المدارس، يساهم في التكوين اللغوي والفكري للأطفال،علاوة على تنمية يقظتهم، مستطردة أن الكتاب بما يحمله من كلمات ورسوم يبحر بنا إلى عوالم كثيرة ويأخذنا إلى حيث نريد أن نذهب. وحثت ناديا التي تتعاون منذ خمس سنوات مع كتاب وناشرين جزائريين،على ضرورة استغلال التكنولوجيا لتشجيع المطالعة وكذا الاعتماد على إنشاء شبكة افتراضية تعرّف بالكتاب وأعمالها،بالمقابل عرضت نتالي بورتري بعض اعمالها أمام الحضور متحدثة عن تجربتها في عالم الكتابة والرسم الخاص بالطفل ومؤكدة على ضرورة أن نكتب للطفل بسرور ولذة،حتى يشعر الطفل بذلك. المحاضرة الثانية نشطها مدير مهرجان روان،جون موريس روبير، بحيث تحدث عن نشأة وأهداف مهرجان روان الخاص بأدب الشباب بفرنسا، فقال انه أسس هذا المهرجان رفقة صديقة المكتبي الراحل فيليب فارج سنة ,1983بهدف محاربة مشكلة عسر القراءة والكتابة، مضيفا أن منطقة ''أوت نورمندي''، تضم نسبة 13بالمائة من الأشخاص الذين يعانون من هذه الآفة، و57 بالمائة من البطالين الذين يجدون صعوبات بالغة في القراءة. واعتبر روبير أن القراءة تسمح للشخص بفهم الواقع الذي يعيشه، فالقارئ يقرأ حسب قدرته وبالتالي يفهم حسب وتيرته، مضيفا بأن الذين يعانون من عسر القراءة والكتابة يعيشون في عالم منعزل بمنأى عن الواقع،وفي هذا السياق،أكد على أهمية أن يتوفر عامل التسلية والترفيه على القراءة حتى ينجذب الطفل أو الشاب لها وهذا من خلال توفير العوامل التي تسمح لهذه الفئة بالاحتكاك بهذا المنتوج المعقد والذي يجمع بين العامل التجاري والعامل المعرفي. وتحدث روبار كذلك عن مساعدة السلطات المحلية لتنظيم المهرجان،قائلا''''نحن نقدم خدمة عمومية،لذلك يجب على السلطات مساعدتنا،ولكنني اعترف أن هذه المساعدات تناقصت في المدة الأخيرة''،وأضاف:''تتعاون الجمعيات معنا كما يشارك في المهرجان الذي يدوم يومين العديد من الناشرين''. المحاضرة الثالثة جاءت تحت عنوان: ''إفريقيا شبه الصحراوية بأعين الإفريقيين''،من تقديم الأستاذ جوليان ميسندي من الكونغو الديمقراطية،الذي طرح في مداخلته عدة إشكاليات من بينها:''هل تضم إفريقيا ثقافات بحسب عدد قبائلها؟''،''هل تشتمل إفريقيا على وحدة ثقافية؟''،وتطرق الأستاذ إلى نقاط عديدة تخص القارة الإفريقية فقال أن إفريقيا تحمل في طياتها تناقضا صارخا يتمثل في غنائها بالثروات المتنوعة وفقر شعوبها في آن واحد،وأضاف أن الدولة تلعب دورا رئيسيا في هذه المعضلة مطالبا في الصدد ذاته بضرورة أن تلعب قارتنا دورا رياديا في العالم. وفي هذا الصدد،أكد جوليان على أهمية أن تلعب الثقافة دورها في تطوير القارة ودفعها إلى مصافها الحقيقي، وكذا اعتمادها على مبادئ التسامح والعدل والقبول بالآخر مهما كان اختلافه، وهكذا سيتم تحويل كل معاناة إلى فرح وسعادة.