بمجرد إعلان الحكم نهاية المباراة حتى انطلقت أفراح الجزائريين في شوارع كيب تاون ولم يتمالك الكثير منهم فرحته فراح يذرف الدموع، بينما رقصت النسوة على أنغام الشعارات والأغاني، حيث كانت الكثيرات منهن يرتدين ملابس تقليدية جزائرية خالصة من باتنة ومن تلمسان وتألقت العاصميات منهن بشكل خاص بلباسهن الذي خطف الأضواء. واستمرت الفرحة طويلا، في حين ظلت طائرات الهلكوبتر تراقب الشوارع من علو منخفض لعل وعسى تحدث تجاوزات تعكر الأجواء، خاصة وأن المباراة مرت بسلام رغم اختلاط الجماهير في بعض المدرجات التي رفعت فيها الأعلام الجزائرية والانكليزية وعلقت جنبا إلى جنب. لكن الخيبة كانت انكليزية لأن الجماهير الغفيرة التي واكبت اللقاء لم ترض بالنتيجة وإن فيها من أطلق صيحات الاسستهجان في وجه المدرب كابيلو وتعداده الذي لعب بدون هوية هذه المرة لأنه وجد فريقا جزائريا منظما بامتياز، رغم التشويش الذي حدث في صفوفه قبل هذه المواجهة بيوم. فعلا لم تكن الفرحة انكليزية بالرغم من أن الانكليز كانوا يتوقعون فوزا عريضا لن يقل عن ثلاثة أهداف في مرمى مبولحي الذي أظهر ما لم يظهر غيره، بالرغم من أنها المباراة الرسمية الأولى له في صفوف المنتخب الوطني. وهكذا تحول ما كان حلما يداعب كبرياء الانكليز إلى خيبة عارمة في معسكر كابيلو الذي انهزم تكتيكيا أمام سعدان لأن كومندوس هذا الأخير عرف كيف يمتص حيوية الانكليز ويتغلب على رعونة روني الذي سقط في كماشة الدفاع الجزائري الذي لعب لأول مرة بدون أخطاء وربما أراد من خلال ما قدمه أن يظهر لكل الذين انتقدوه على ضوء مباراة سلوفينيا انه قادر على تجاوز بعض عقده، ولو أن النقاد هنا قد وجدوا أنفسهم عاجزين عن تفسير حالة المنتخب الجزائري الذي لعب بمزاج غير الذي عودنا عليه في المباريات السابقة. وربما ما أثلج صدور الجزائريين أن منتخبنا قد أعاد لنفسه الهيبة التي يستحقها كمنافس له كلمته ضمن مجموعته بدليل أنه لم يرم المنشفة مع أننا جميعا توقعنا خروجه اليوم قبل الغد. إن نتيجة هذا التعادل بقدر ما أعادت ترتيب أوراق أبناء سعدان فهي في كل الحالات كرست بقاء المنتخب الوطني في سباق التأشيرة في انتظار المباراة الأخيرة أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية يوم23 جوان القادم. أما المنتخب الانكليزي فقد غادر الأرضية تحت صيحات الغضب، خاصة وأن الأنصار الانكليز وبعد أن فقدوا الأمل في الفوز انصرفوا لممارسة طقوسهم، حيث حضرت السكرة وغابت عنهم الحكمة وهم يرون منتخبهم في وضع محرج بنقطة واحدة، ومباراة صعبة تنتظره أمام سلوفينيا التي تسعى لفرض سيطرتها على المجموعة بأربع نقاط.