أعطى وزير التضامن الوطني والأسرة السيد سعيد بركات تعليمات صارمة لمدراء النشاط الاجتماعي والمؤطرين المشرفين على عملية ''إقامة تضامن'' التي يستفيد خلالها قرابة 57 ألف طفل من إقامات بالمخيمات الصيفية لموسم الاصطياف ,2010 من أجل انجاح هذه العملية المتعددة الأهداف، لا سيما من حيث ضمان النظافة والإقامة الجيدة. وأوصى الوزير في اجتماعه أول أمس بمقر دائرته الوزارية بمدراء النشاط الاجتماعي ل14 ولاية ساحلية لتحضير وتطبيق المخطط الأزرق للمخيمات الصيفية، بضرورة جعل هذه المخيمات الصيفية مدرسة للمواطنة والوطنية وذلك بجعل أطفال الجزائر يحتكون ببعضهم البعض ويتعرفون على مناطق بلادهم وأهلها عبر ربوع الوطن، وألا يكتفوا بالاستمتاع بالبحر فقط. وحمل الوزير مدراء النشاط الاجتماعي والمؤطرين المشرفين على انجاح هذه العملية، المسؤولية بضرورة العمل على تجذير قيم الأخلاق السامية والأخوة والمواطنة والمصالحة بين أطفال الجزائر الذين سيستفيد قرابة 57 ألف منهم من المخيمات الصيفية، 12 ألف منهم من أبناء الجنوب، يتم نقلهم هذه السنة عن طريق حافلات مكيفة وبضمان وجبات محفوظة خلال سفرهم، بغلاف مالي قدره 66 مليون دج مثلما أوضحه الأمين العام بالوزارة السيد عبد الله بوشناق خلال عرضه لتفاصيل التحضير للعملية التي رصد لها غلاف مالي قدره 373 مليون دج. وشدد السيد بركات في أول اجتماع له مع مدراء النشاط الاجتماعي ب14 ولاية ساحلية، على المستوى العالي لإنجاح عملية ''إقامة تضامن'' سواء من حيث النشاط الترفيهي والتربوي أو من جانب الخدمات، وقال في هذا الصدد، إذا كانت العملية موجهة لأطفال العائلات المعوزة وذوي الحاجات الخاصة والأطفال ضحايا المأساة الوطنية، فإن ذلك لا يعني أن مستوى التكفل سيكون أقل من غيره في مخيمات سوناطراك أو غيرها من المؤسسات والقطاعات، بل يجب أن يكون تكفلا في المستوى من جميع النواحي. وبعد أن أكد السيد بركات على أن المخيمات ليست حزبية وأنها مدرسة للمواطنة والوطنية، أوصى بالتكفل بأبناء الجالية المهاجرة الذين يستفيدون من هذه العملية وعددهم 200 طفل يأتون من تونس، المغرب، فرنسا وبلجيكا، وذلك بتعليمهم أبجديات اللغة الوطنية وإطلاعهم على تقاليد وعادات وطنهم الأم مثلما أوصى السيد بركات بالتكفل الجيد للأطفال المصدومين نفسيا وعددهم في هذه المخيمات 676 طفلا. وفي سياق متصل، كشف السيد بركات عن قرب صدور تعليمة تتضمن كل تفاصيل الإقامة بالمخيمات الصيفية (التأطير، النظافة، العمل الجواري، وبرامج النشاط...) قبل أن يقرر تلبية مطلب تزويد الأطفال المحتاجين ببدلات خلال المخيمات الصيفية لهذا العام، وتوجيه خطاب شديد اللهجة للمؤطرين من الذين تسول لهم أنفسهم الإخلال بقيم الأخلاق السامية خلال آداء مهامهم بالمخيمات، مهددا إياهم بالطرد مباشرة زائد العقوبة.