اعترف جورج ميتشل مبعوث السلام الأمريكي إلى الشرق الأوسط أن زياراته المكوكية إلى عواصم المنطقة لم تحقق أي تقدم يذكر في إطار مساعيه لتقريب مواقف الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي حول العديد من القضايا العالقة ضمن ما أصبح يعرف بمفاوضات السلام غير المباشرة. وحمل ميتشل إدارة الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مسؤولية هذا التعثر بسبب عدم ايلائها أي اهتمام للمقترحات الأمريكية لتفعيل مسار السلام وتعمدها بدلا من ذلك وضع العراقيل المختلفة في طريق تحقيق التقدم المرجو. وانتقد جورج ميتشل أداء رئيس الوزراء الإسرائيلي في هذه المفاوضات حيث أكدت مصادر أمريكية مسؤولة نقلا عن ميتشل أن هذا الأخير طالب نتانياهو بأن يبدي ''جدية أكبر'' في المحادثات حول قضايا الحل الدائم لتحريك الأمور بصورة أسرع وأن يكون هناك تقدم في عدد من القضايا''. وقال المسؤول الأمريكي أن إدارة الرئيس باراك اوباما تريد من نتانياهو أن يظهر استعدادا أكبر لإجراء بحث عميق في قضايا الحل الدائم ورؤية الفلسطينيين يتقدمون نحو محادثات مباشرة مع إسرائيل. واجرى جورج ميتشل أربع جولات من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني منذ انطلاقها في التاسع ماي الماضي ولكنه فشل إلى حد الآن في تحريك عملية السلام التي شهدت في المدة الأخيرة تراجعا كبيرا بسبب سياسة الأمر الواقع التي تريد حكومة الاحتلال فرضها على الميدان من خلال مشاريعها الاستيطانية في القدس الشريف والضفة الغربية. واعترف المسؤول الامريكي على نقيض ذلك أن الجانب الفلسطيني أبدى مواقف أكثر ايجابية مقارنة مع المواقف المتصلبة التي أبداها الجانب الإسرائيلي. وجاءت هذه التأكيدات المتشائمة عشية وصول الموفد الأمريكي للسلام إلى المنطقة حيث ينتظر أن يلتقي يوم غد بالرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أن يلتقي الوزير الأول الإسرائيلي الثلاثاء القادم قبل توجهه إلى الولاياتالمتحدة حيث سيلتقي بالرئيس باراك اوباما في التاسع من شهر جويلية. وكشف المسؤول الأمريكي بعضا عما عرفته المفاوضات غير المباشرة وقال أننا ''لم نعط قائمة أسئلة لأي من الجانبين واكتفينا باستعراض كل طرف أمورا مختلفة واستنادا إلى ذلك طرحنا الأسئلة''. وأفادت نفس المصادر أن ''الإحباط'' الأمريكي نابع من أن نتانياهو لم يعط أجوبة واضحة حتى الآن حول موضوع حدود الدولة الفلسطينية. يذكر انه يتوقع أن يكون موضوع الجمود الحاصل في العملية السياسية في المنطقة أحد المواضيع المركزية التي سيبحثها أوباما مع نتانياهو خلال لقائهما بمقر البيت الابيض.