اختتمت أمس، بساحة الكيتاني، فعاليات تظاهرة ''قراءة في احتفال'' بعد أسبوعين تحوّل فيه هذا الفضاء إلى مساحة توّج فيها الأطفال الكتاب ملكا مطلقا دون منازع، وفرصة لتشجيع المطالعة لدى الطفل وتحبيبها لديه. ''قراءة في احتفال'' التي انطلقت في الخامس عشر جويلية الجاري على غرار مدن أخرى كالبليدة، البويرة، بومرداس، تيبازة وتيزي وزو تضمّنت العديد من المحطات التي تصبّ كلّها في الهدف الأساسي من هذا المهرجان ألا وهو حثّ الأطفال على القراءة وتحبيبهم في ''خير جليس في الأنام'' واكتشاف ما بداخلهم من مواهب. واشتملت التظاهرة على عدد من الأنشطة على غرار جناح ''القراءة'' للأطفال الذين يحسنون القراءة وجناح ''الحكواتي'' بالنسبة للأطفال الذين يدرسون بالأطوار التحضيرية أو أقل من ذلك، جناح ''المسرحية'' المخصّص لتقديم عروض عرائس ''القاراقوز''، إلى جانب جناح ''الرسم'' الذي استقطب الكثير من زوّار الكيتاني، وذلك لتحقيق الغاية من هذه التظاهرة ''ربط علاقة حميمية بين الطفل والكتاب خلال العطلة بصورة تجعله يقرأ دون الشعور بأنه ملزم بذلك لأن الجو الذي يخلقه المهرجان كالغناء والمسرح والرسم والحكواتي يفتح شهيته للقراءة في الهواء الطلق''. ولم يأت اختيار ساحة الكيتاني لاستضافة هذه التظاهرة اعتباطيا بل مدروسا بدقّة لتوسّطه أحد أهم الأحياء الشعبية في العاصمة، ناهيك عن قربه من البحر، حيث يجد الأطفال سهولة كبيرة في الالتحاق بفضاءات المهرجان للاستماع بما تجود به قرائح منشطي مختلف الأجنحة، وذلك بعد قضاء أوقات جميلة على الشاطئ. وقد أحصت محافظة المهرجان ما يقارب 350 طفلا يلتحقون يوميا بمختلف الفضاءات، واعتبر بعض القائمين على هذه التظاهرة -التي أسدل ستارها أمس على أمل اللقاء العام القادم- أنها من أنجح التظاهرات وحقّقت أهدافها المرجوة على مختلف الأصعدة. ولكي يتم التأريخ لهذا اللقاء الأول وسعيا لترسيخ تقاليد جديدة ومهمة، ارتأت محافظة المهرجان أن تجمع جميع الملخصات التي قدّمها الأطفال في جناح الكتابة في مؤلّف يكون بمثابة شاهد على العلاقة التي نشأت بين الأطفال والكتاب طوال أسبوعين على أمل أن تتدعّم هذه الصلة وتتوثق أكثر لترسي بذلك قاعدة من القراء لا يستهان بها وعينة تؤكد للمرة الألف أن الطفل ينتظر فقط من يسير به نحو الأفضل والأنبل.