تستقطب حديقة الحامة منذ بداية موسم الصيف أعدادا متزايدة من المتوافدين الفارين من حر المدينة والصخب والازدحام بحثا عن الهواء النقي الذي لا يوجد مكان بالعاصمة يوفره كما تفعله هذه الحديقة المصنفة ضمن حدائق العالم الساحرة. ويعتبر الأطفال من بين أهم الزوار لهذا الفضاء، حيث يقدر عددهم بنصف العدد الإجمالي للمتوافدين عليها يوميا، ما جعل إدارة الحديقة تولي اهتماما أكبر بهم من خلال تنظيم نشاطات محورها الأساسي البيئة. لم يجد العديد من الجزائريين وعلى رأسهم العائلات مكانا أمثل غير حديقة التجارب للحامة للهروب من لهيب الحر وما ينتج عنه من انعكاسات، خاصة وأن العاصمة تتميز بنسبة رطوبة عالية، وحديقة الحامة التي تعتبر من أروع حدائق العالم بما تحتويه من ثروة نباتية نادرة وأشجار قدر عمرها بمئات السنين، تهدي لزوارها جوا متميزا وتضمن ساعات طويلة من التنزه تحت نسيم الهواء النقي وبين أروقتها الخضراء الساحرة التي زادت المكان روعة وجمالا. وقد أكد مدير حديقة الحامة السيد عبد الرزاق زرياط أن هذا الفضاء الأخضر الذي يعتبر رئة العاصمة سجل إقبالا متزايدا هذه الأيام للعاصميين، مشيرا إلى أن نصف عدد الزوار المتوافدين على الحديقة من الأطفال، الأمر الذي أدى بالإدارة إلى التركيز في برنامجها الخاص بهذه الصائفة على ما يهم الأطفال، ''قررنا العمل وبذل مجهود أكثر في اتجاه الأطفال بعد أن لاحظنا عدم اهتمام بكل ما هو طبيعة لدى الكبار، قمنا مؤخرا بتنظيم معرض وضعنا به لافتات كبيرة تضمنت معلومات حول الأخطار التي تهدد الطبيعة لاختبار مدى اهتمام الكبار بالمحيط والطبيعة، وكانت النتيجة أن لا أحد منهم توقف لقراءة ما كتب عليها حيث كانوا يمرون مرور الكرام عليها'' يوضح زرياط بكل أسف، وأضاف أنه لا بد من تركيز الاهتمام والجهود نحو الأطفال والنتيجة ستكون حتما مضمونة. وقد عرفت الحديقة منذ شهر أفريل الماضي تنظيم عدة نشاطات من معارض للنباتات ومسابقات، فضلا عن أيام دراسية حول التربية البيئية موجهة للأطفال وفي هذا السياق يرى مدير حديقة التجارب للحامة أن من بين المهام الأساسية لأي حظيرة نباتية هي التربية البيئية ''لهذا سطرنا عدة نشاطات في هذا الاتجاه وعلى الخصوص العمل التحسيسي نحو الأطفال الذين يجب المراهنة عليهم في مجال حماية الطبيعة في بلادنا بكل ما تحتويه من كنوز'' يقول السيد زرياط. للإشارة فإن حديقة الحامة تغلق أبوابها أمام الزوار أيام الأحد وتخصص يوم الثلاثاء للزيارات الجماعية والفرق كأطفال المخيمات الصيفية، لتفسح المجال خلال باقي أيام الأسبوع للجمهور الواسع لا سيما العائلات-.