إزعاج الأفراح بالعاصمة أو في باقي ولايات الوطن لم يعد ينحصر في مكان إقامة الفرح فقط بل تعدى الأمر إلى موكب العرس الذي أضحى مصدر قلق للعديد من السكان وحتى سائقي السيارات الذين أصبحوا يفسحون الطريق بمجرد لمحهم لموكب عرس خوفا على سلامتهم، فتجد سيارات الموكب في سباق مع الزمن بسرعة مفرطة من دون مراعاة أخطار حوادث المرور خاصة بعد انتشار ظاهرة جلوس عدد من الشباب على عتبة نوافذ السيارات، وهو ما يعرضهم للسقوط في أية لحظة.من جهتها بادرت مصالح الأمن إلى توجيه مراسلة خاصة لأمن سرايا الطرقات لحثهم على ضبط النظام في مواكب الأفراح وتحرير مخالفات لمخالفي قانون المرور. غالبا ما تنقل أخبار عن حادث مرور أليم وقع خلال موكب عرس راحت ضحيته العروس أو أحد أفراد عائلتها، فتجد الواحد منا يتحسر على مثل هذه التصرفات لشباب ''طائش'' ومتهور فقد السيطرة على سيارته بسبب السرعة المفرطة وعدم احترام قانون المرور من خلال التجاوزات الخطيرة التي يقوم بها السائقون، ليتحول العرس إلى مأتم في لمح البصر. ولدى استطلاع الوضع أجمع عدد كبير من المواطنين على أن مواكب الأفراح عبر الطرقات أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الجميع بسبب التجاوزات التي يقوم بها أصحاب السيارات المشاركة في الموكب، فتجدهم يتحركون يمينا وشمالا وسط الطريق السريع غير مبالين بحركة المرور الكثيفة، والأخطر من كل هذا هو الوقوف في وسط الطريق والنزول من السيارات للرقص دون مبالاة بالآخرين، وهو ما يحدث اختناقا كبيرا في حركة المرور. الظاهرة لا تخص ولاية عن أخرى، فهي عامة عبر جميع أنحاء الوطن خاصة في الولايات المشهورة بطقوس توقف المواكب في مناطق معينة من وسط المدينة بغرض زيارة أضرحة أو مواقع سياحية مشهورة بحجة أنها تجلب الحظ، وهو ما يسبب اختناقات وسط المدن الرئيسية بسبب توقف السيارات في أماكن غير مسموح بها، وفي حالة الأحياء الشعبية الضيقة يتم فيها غلق الطريق أمام حركة المرور في انتظار نزول العروس، وهو ما يحدث مناوشات وشجارات بين صاحب العرس والسائقين المارين بالحي خاصة عندما يكون يتوسط شارعا رئيسيا، أما التجمعات السكانية القريبة من قاعات الأفراح فهي الأخرى تعاني من تجاوزات أصحاب العرس الذين يقتحمون حظيرة السيارات للأحياء دون استئذان، وذلك لساعات طويلة حارمين بذلك سكان الحي من ركن سياراتهم. التجاوز الخطير انتهى بنا إلى المستشفى شهادات ضحايا حوادث المرور خلال مواكب الأعراس كثيرة، منها الشاب سيد احمد الذي أصيب بشلل في رجليه خلال حادث مرور أليم في موكب عرس صديقه، ويقول عن الحادث إنه لا يتذكر إلا أنه كان على متن سيارته ويسير بسرعة فائقة للتعبير عن سعادته لفرح صديقه، ليجد نفسه في آخر المطاف تحت أحد الجسور بعد أن هوت سيارته من مرتفع عال، ويحمد الشاب الله كونه كان وحيدا بالسيارة عكس ''علي'' الذي أصيب هو الآخر بشلل نصفي بسبب حادث مرور خلال موكب عرس أحد أفراد عائلته والذي يقول إنه لا يتذكر جيدا ما حصل، حيث كان يجلس على عتبة نافذة السيارة ليجد نفسه في لمح البصر على الأرض بعد فرملة السائق. وأخطر حادث مرور مؤخرا تحدث عنه الجميع هو وفاة العروس وأربعة أفراد من عائلتها بإحدى الولاياتالشرقية خلال تجاوز سيارة العروس في أحد المنعرجات الخطيرة، ليجد السائق نفسه وجها لوجه مع شاحنة اصطدمت بهم، ليتوفى جميع من كان في السيارة، بالإضافة إلى اصطدام باقي السيارات التي تبعت سيارة العروس، ليتحول الفرح إلى مأتم. سرايا أمن الطرقات بالمرصاد كشفت مصادرنا من مقر المديرية العامة للأمن الوطني عن مراسلة خاصة تم توجيهها لمختلف وحدات أمن الطرقات عبر التراب الوطني بداية شهر جوان الفارط تحث سرايا أمن الطرقات على تشديد الرقابة على مواكب الافراح من خلال تغريم مخالفي قانون المرور، خاصة التجاوزات الخطيرة والسرعة المفرطة مع التركيز على عملية نقل مستلزمات الفرح من أكل وشرب التي يجب أن تكون بالطرق السليمة، احترام الحد القانوني لعدد الأشخاص الذين يمكن نقلهم عبر السيارات السياحية أو حتى الحافلات، وهي المهام الجديدة التي أسندت لأعوان الأمن. وحسب مصادرنا فإن المخالفات ستتراوح بين تغريم المخالفين بإتاوات مالية وسحب رخصة السياقة حيث ستطبق على المشاركين في مواكب الأعراس قانون المرور، مع التدخل في حالة الإزعاج المتسبب خلال عملية ركن السيارات أو في الطريق العام، وبخصوص تدخلات ذات المصالح منذ صدور المراسلة أشارت ذات المصادر إلى أنه يتم حاليا تحسيس المواطنين والتدخل خلال تسجيل المخالفات للرجوع إلى العقلنة في انتظار التطبيق الصارم للقانون ابتداء من الشهر القادم.