تحوّلت غابة مرتفعات بن شكاو بولاية المدية إلى منتجع سياحي هام ومقصد للعديد من العائلات التي وجدت في ظلال الأشجار الوارفة والأماكن المهيأة ومرافق الإطعام ملاذاً لها من لفح حرارة الصيف، بعد أن كانت مكاناً مليئا بالأحراش، فقد أنفقت عليها الدولة أموالاً طائلة مست كل المساحات التي تنمو بها أشجار الصنوبر والبلوط وتقع بمرتفع شاهق يتعدى علوه 1200 متر. استحسن مواطنو ولاية المدية الوجه الذي ظهرت به غابة مرتفع بن شكاو منذ مدة، بعد أن خضعت لمشروع تهيئة مس جزءا هاما وخلاباً من المنطقة الخضراء يحفها الطريق الوطني رقم واحد، فقد تم تسييجها وإنجاز مسالك بها وفضاءات للاستجمام والتسلية، وصارت مقصد عشرات العائلات التي صرحت ل''المساء'' عن رضاها للتسيير المحكم الذي تتميز به، وصرامة العمال في تحسيس الزوار بضرورة التقيد بنصائح تتعلق بالاستغلال الأنسب للمكان، وتوعية الأطفال بضرورة عدم كسر أغصان الأشجار، والتشديد على أخذ الحيطة الحذر من التسبب في نشوب أي حريق، كما تمنع تعليمات المرفق العمومي إدخال المأكولات والمشروبات، ما عدا حليب الأطفال الرضع، نظراً لوجود محلات الإطعام ومختلف المستلزمات، وقد وجد العديد من الزوار حرجاً في ذلك، إذ لاحظنا إحدى العائلات أحضرت معها قفة بها وجبة الغداء ومشروبات أخرى، لكن أعوان الاستقبال منعوها، كما صادفنا مواطناً أتى مع أبنائه الصغار وهو يحمل بعض المثلجات، فلم يستطع الدخول ليضطر إلى استهلاكها خارج سور الحظيرة، لكنه مكنّ أبناءه الثلاثة من الاستمتاع بوسائل التسلية. ويجد الزائر للمكان نفسه وهو يدخل من الباب الرئيسية أنه ينحدر عبر سلالم أنجزت بطريقة معمارية جميلة تتخللها الأشجار وأحواض الماء وبها وسائل لتسلية الأطفال كالأرجوحات والمزحلقات وغيرها، فيما لاحظنا وجود عيادة ودورات للمياه ومطاعم تتوزع طاولاتها وكراسيها في الهواء الطلق، ولا تخلو أية زاوية من الحرّاس المشرفين على الحفاظ على ممتلكات الحظيرة ومراقبة حركة الزوار، ويذكر بعض المواطنين أن مثل هذا المكان الساحر، يجب أن يحظى بالعناية والاهتمام من طرف القائمين عليه للإبقاء على هذا الإرث الطبيعي، وتمكين مواطني الولاية بالخصوص من الاستفادة منه، لكن مواطناً آخر حمّل الزوار جانباً هاما من المسؤولية، لأن أي تصرف يخل بالمكان تكون نتيجته حرمان المواطن بالدرجة الأولى من منافعه، وفي هذا الصدد لاحظنا انضباطاً كبيراً من طرف الرواد، استحسنه القائمون. ويجد الشباب بالخصوص في غابة بن شكاو ونسيمها العليل فضاء للدردشة وتجاذب أطراف الحديث وقضاء سويعات وسط الخضرة والظلال الوارفة، كما يجد الصغار ضالتهم في الألعاب والألعاب السحرية التي يؤديها البهلوان الذي رأيناه محفوفاً بمعجبيه وهو يشد أنظارهم. للإشارة فقد كانت الغابة المذكورة إلى وقت قريب مكاناً موحشاً ذا مسالك وعرة وأحراش يصعب المشي وسطها، لتقوم الدولة عن طريق مديرية الغابات بتثمينها وتحويلها إلى منتجع واعد.