ستنتهي فترة السماح باستيراد اللحوم المجمدة مع نهاية شهر أوت الجاري ليعود الحظر بداية من الفاتح سبتمبر بعد شهرين من رفعه أي منذ الفاتح جويلية إلى 31 أوت الجاري بغرض تمكين المستوردين من تغطية السوق الوطنية من هذه المادة وتعزيز العرض خلال شهر رمضان المعظم. فيما يتوقع المختصون وعلى رأسهم مستوردو اللحوم الحمراء لاسيما لحم البقر أن يتجه اهتمام مزودي السوق الوطنية نحو السوق الهندية والعزوف عن سوق أمريكا اللاتينية في حال استمرار التهاب الأسعار بهذه الأخيرة. وقد أدت نهاية هذه الفترة بمستوردي اللحوم الحمراء والأسماك المجمدة إلى تجديد دعوتهم للسلطات العمومية برفع الحظر بصفة نهائية وتمكينهم من مباشرة نشاطهم بصفة عادية قصد توفير هذه المادة بالسوق الوطنية وتدعيم العرض والمساهمة في استقرار الأسعار. واغتنم هؤلاء المستوردون الفرصة للمطالبة بإلغاء الرسوم الإضافية المفروضة منذ سنة بمقتضى قانون المالية التكميلي لسنة .2009 واعتبر العديد من المستوردين أن هذه الرسوم المحددة ب17 بالمائة أدت إلى ارتفاع أسعار لحم الغنم المجمد حتى أنها أصبحت تقارب سعر اللحم الطازج. ورغم ذلك فإن الأسعار ارتفعت أكثر بالنسبة للحم الغنم المجمد الذي بلغ سعره في سوق التجزئة 750 دينارا للكيلوغرام. وبصفة عامة وباستثناء اللحم المجمد المستورد مؤخرا من طرف الدولة من الهند خصيصا لشهر رمضان والمعروض للبيع بمعدل 450 دينار للكيلوغرام، تشهد أسعار لحوم البقر المجمد المستورد من أمريكا اللاتينية وأوروبا ارتفاعا مذهلا. ويفسر أحد المستوردين من العاصمة هذا الارتفاع بالتهاب أسعار اللحوم الحمراء بصفة استثنائية بمنطقة أمريكا اللاتينية لاسيما البرازيل أين بلغ سعر لحم البقر 3500 دولار للطن الواحد في حين أن اللحم المستورد من الهند لا يتجاوز سعر الطن منه 2400 دولار أي بمعدل 4,2 دولار للكيلوغرام الواحد (180 دينار). وحسب بعض المستوردين فإنه في حال استمرار الوضع على هذا الحال بسوق أمريكا اللاتينية فإنه من غير المستبعد أن يواصل المستوردون تزويد السوق الوطنية باللحوم الهندية حتى وإن كان على مستوى الجودة فإن المستهلك يستحسن أكثر اللحوم الأمريكية اللاتينية. وحسب نفس المصدر فإن اللحم الهندي أكثر دسما من لحم أمريكا اللاتينية. من جهة أخرى وحسب أرقام معلنة من طرف وزارة الفلاحة والتنمية الريفية فإن الجزائر تستورد ما بين 50 ألف و60 ألف طن من اللحوم الحمراء سنويا في الوقت الذي يقارب فيه الإنتاج الوطني السنوي ال300 ألف طن علما أن معدل الاستهلاك الفردي من اللحوم الحمراء يقدر ب10 كيلوغرامات في السنة. المواطن لا يجد أثرا للحم الهندي المستورد وكان مجمع ''سوتراكوف'' قد شرع في استيراد لحم البقر المجمد من الهند لتزويد السوق الوطنية بهذه المادة خلال شهر رمضان على دفعات بعد أن قررت الدولة استيراد 4000 طن من اللحوم الهندية حيث وصلت أولى الدفعات إلى ميناء العاصمة ليشرع في تسويقها عبر 80 نقطة بيع تابعة للمجمع منتشرة عبر شرق، غرب ووسط البلاد ستتولى تسويق اللحوم الهندية المجمدة طيلة شهر رمضان. ومن جهة أخرى ورغم تطمينات إدارة المجمع بتوفير هذه المادة المستوردة في السوق وجعلها في متناول المستهلكين وعلى الخصوص ذوي الدخل المحدود إلا أنها غير متوفرة بالشكل الذي كان منتظرا فكثيرا ما يبحث عنها المستهلك ولا يجدها وإذا وجدها فإنها بسعر يختلف كثيرا عن السعر المعلن عنه رسميا، الأمر الذي يتطلب تحرك مصالح مجمع ''سوتراكوف'' ومعها مصالح المراقبة التابعة لوزارة التجارة المدعوة لردع المضاربين الذين يتلاعبون بأسعار لحوم تم استيرادها بغرض كسر الأسعار وليس إلهابها. وإذا كانت الجزائر تستورد لأول مرة اللحوم من الهند فقد سبق لها أن استوردت اللحوم الحمراء المجمدة من بلدان عديدة مثل استراليا ونيوزلندا والأرجنتين والبرازيل والسلفادور والأوروغواي والدانمرك وجورجيا وإيطاليا. كما تستورد اللحوم الحمراء الطازجة من البرازيل والشيلي وهولندا وألمانيا والدانمارك وفرنسا وايرلندا وبلجيكا وإيطاليا.