حجزت مصالح الدرك الوطني أكثر من كيلوغرام من الكيف المعالج بحوزة شخص ضبط متلبسا وهو يحضر لبيعها بعد الإفطار أمام منزله الواقع بطريق الشريعة خلال عملية مداهمة قامت بها وحدات الدرك الوطني أول أمس لتتجاوز بذلك كمية المخدرات التي حجزتها هذه الوحدات أكثر من خمسة كيلوغرامات من الكيف المعالج بالبليدة في الأشهر الأخيرة، وهو ما يبين أن ظاهرة المخدرات لم تعد حكرا على ولايات الغرب بل أصبحت تستهلك بكثرة في المدن الوسطى. عملية الحجز هذه التي تضاف للكميات الأخرى التي حجزتها فرق الدرك الوطني خلال عمليات المداهمة التي نفذتها في برنامجها الرامي إلى محاربة أوكار الجريمة منذ بداية شهر رمضان خاصة بعد الإفطار، حيث تم حجز عدة كميات من الكيف المعالج بالرغاية والرويبة بالجزائر وولايتي تيبازة وهران، تؤكد أن ظاهرة استهلاك المخدرات تعرف إقبالا من قبل المدمنين عليها بعد الإفطار الذين يستغلون فترة الليل لاستدراك ما فاتهم خلال فترة الصيام، إذ بينت كل حالات الحجز أن أصحاب هذه الكميات كانوا متوجهين لبيعها أمام المقاهي أو في الأماكن المعتادة التي ألفوا لقاء زبائنهم فيها. وإن كانت هذه الكميات المحجوزة من المخدرات بالبليدة أو غيرها من ولايات الوسط غير كثيرة مقارنة بما يتم حجزه في المناطق الغربية للبلاد القريبة من الحدود المغربية، فإنها تبعث على القلق وتنذر بمستقبل مخيف يؤكد أن عدوى المخدرات مست كل مناطق الوطن ولو أنها لم تكن في منأى عنها في السنوات السابقة، غير أنه يمكن القول أن هذه السموم لم تكن منتشرة بكثرة مثلما هي عليه اليوم بهذه الولايات. وقد عالجت مصالح الدرك الوطني بولاية البليدة خلال السبعة أشهر الأخيرة من السنة فقط 69 قضية متعلقة بحيازة، استهلاك المخدرات والمتاجرة بها حجزت من خلالها أكثر من أربعة كيلوغرامات من الكيف المعالج و503 أقراص مهلوسة، حيث أوقفت 102 شخص متورط في هذه القضايا 74 منهم تم إيداعهم الحبس الاحتياطي. وأوقفت مجموعة الدرك الوطني خلال المداهمة التي نظمتها أول أمس ثمانية أشخاص كانوا محل بحث من طرف العدالة لصدور أوامر قضائية في حقهم بسبب تورطهم في قضايا مختلفة، وجاءت هذه التوقيفات خلال المداهمة التي نفذها رجال الدرك في مختلف الأحياء المعروفة باللصوصية والجريمة بعد تعريف 1164 شخصا بواسطة نظام التعريف البيومتري ''أفيس''. كما مكنت هذه المداهمة من تسجيل 698 جنحة و260 مخالفة تتعلق أساسا بعدم احترام القانون في مجال شرطة المرور، الشرطة القضائية، الشرطة الخاصة والشرطة الاقتصادية. ومن أجل تكثيف نشاط وحدات السلاح ومكافحة أوكار الجريمة قامت قيادة المجموعة الولائية للدرك الوطني بالبليدة قبل حلول شهر رمضان بدراسة معمقة لإقليمها برمجت على إثرها عمليات مداهمة قبل وبعد وقت الإفطار وخلال السهرات بمختلف الأحياء المعروفة بتفشي بعض مظاهر الجريمة، حيث تم تنفيذ إلى حد الآن 11 مداهمة ساهمت بشكل فعال في تقليص عدد الجرائم وذلك بهدف بسط الأمن والطمأنينة في نفوس المواطنين من جهة وترسيخ العمل الجواري والبحث عن المعلومات في مختلف المجالات من جهة أخرى لمحاربة الإجرام. وذكر المقدم بلقصير غالي قائد مجموعة الدرك الوطني بالبليدة أن مصالحه أوقفت 1305 شخص تورط في 5126 قضية إجرام خلال السبعة أشهر الأولى من السنة، علما أن هذه القضايا تعلقت بالمخدرات، تزوير النقود، تزوير السيارات، إبرام اتفاقيات مخالفة للقانون، منح امتيازات غير مبررة للغير، تبديد أموال عمومية، اختلاس أموال عمومية والنصب والاحتيال والهجرة السرية، إضافة إلى جرائم أخرى ضد الأشخاص والاقتصاد الوطني.