رحّلت أمس ولاية الجزائر 223 عائلة كانت تقطن ببيوت قصديرية بكل من بلدية القصبة وبلدية المدنية وهي العملية التي تندرج ضمن المرحلة الثانية عشرة من مخطط الترحيل الذي شرعت فيه سلطات الولاية والخاص بإعادة إسكان وتوزيع 12 ألف وحدة سكنية بالعاصمة..وقد تم قطع أشواط كبيرة وهامة من هذا المخطط بترحيل أزيد من 8200 عائلة منذ البدء في هذه العملية شهر مارس الماضي وجاءت عملية الترحيل الثانية عشرة شاملة بحيث مست عدة شرائح وعائلات بدءا بقاطني المقابر من خلال ترحيل نحو 36 عائلة من مقبرة سيدي يحيى ببئر مراد رايس تلتها عملية ترحيل العائلات القاطنة بالملاعب والهياكل الرياضية بكل من ملعب 20 أوت ببلوزداد، ملعب عمر حمادي ببولوغين وملعب أول نوفمبر بالمحمدية بتعداد إجمالي قارب ال50 عائلة مرحلة قبل ان يتم أمس الالتفات إلى عدد من الأحياء القصديرية لكل من القصبة والمدنية لتختتم العملية اليوم وغدا بترحيل أزيد من 460 عائلة تقطن بشاليهات شابو ببرج الكيفان. وقد تنفس حي القصبة العريق الصعداء بقضاء السلطات على عدد هام من البيوت القصديرية المنتشرة والموزعة عبر أزقة وشوارع القصبة بتعداد 122 بيتا فوضويا عملت منذ سنوات على تعقيد الوضع وتشويه النسيج العمراني العريق والأثري لقصبة الجزائر التي تواجه حالة متدهورة وانهيارات في أجزاء كبيرة منها بسبب الاكتظاظ السكاني الذي أثر كثيرا على بناءاتها الأثرية من جهة وحالت دون التكفل بها من جهة أخرى. وقد أخذ برنامج إعادة الإسكان ل12 ألف عائلة والممتد إلى غاية أواخر أكتوبر القادم، بعين الاعتبار العائلات القاطنة في البناءات المهددة بالانهيار وتلك المتواجدة في محيط حماية القصبة وهو ما سيفسح المجال لاحقا لمباشرة عمليات الترميم التي ستمس العديد من البيوت الأثرية القديمة وهو المشروع الذي ستتكفل به ولاية الجزائر بتخصيص ميزانية هامة لإعادة تهيئة المعلم الأثري للقصبة الذي أوكل لمرممين مختصين. من جهتهم ودع سكان بلدية المدنية الحي القصديري ''العلوي'' والذي يضم 101 عائلة تمت عملية إعادة إسكانهم بأحياء جديدة بكل من جسر قسنطينة وبئر توتة وقد جندت للعملية إمكانيات هامة تمثلت في أزيد من 500 شاحنة نقل ونحو 600 عون تكفلوا بنقل أغراض العائلات بالإضافة إلى تجنيد عدد من الجرافات والآليات التي قامت بتهديم البيوت القصديرية فيما سخرت نحو 20 شاحنة لنقل الردوم. للعلم انطلقت عملية الترحيل الثانية عشر نهاية الأسبوع الماضي من بلدية بئر مراد رايس وتحديدا من مقبرة سيدي يحيى قبل ان يتم التحول إلى قاطني الملاعب الرياضية لتستمر لتشمل تباعا الحيين القصديريين بكل من بلدية القصبة وبلدية المدنية بالإضافة إلى سكان الشاليهات وتحديدا موقع شابو ببرج الكيفان بتعداد إجمالي يفوق ال738 عائلة مرحلة. وقد سخرت سلطات ولاية الجزائر كل الوسائل والظروف من أجل إنجاح عملية الترحيل الثانية عشر قبل الانطلاق في بحر الأسبوع القادم في العملية الثالثة عشر والتي سيتم التركيز فيها على سكان الشاليهات والبالغ عددها نحو 4000 عائلة علما ان العدد الإجمالي للعائلات المرحلة منذ بدء العملية بلغ 8214 تمت إعادة إسكانها في بيوت لائقة.