تكبدت القوات الدولية المنتشرة في أفغانستان خسائر فادحة في صفوفها بمقتل تسعة من جنودها أمس في حادث تحطم طائرة مروحية بجنوب البلاد الذي يشهد تواجدا مكثفا لمقاتلي حركة طالبان. وأقرت قوة المساعدة الدولية ''ايساف'' أمس بمقتل الجنود التسعة في حادثة تحطم طائرة في محافظة زابول الجنوبية من دون أن تحدد جنسيتهم لكنها قالت إن الحادث ليس ناجما عن إطلاق النار من جهة معادية في إشارة إلى حركة طالبان التي تبنت العملية. وأعلنت ايساف أن أربعة أشخاص آخرين من بينهم جندي أمريكي وأفغاني أصيبوا بجروح في الحادث. وبمقتل هؤلاء الجنود تكون حصيلة القتلى في صفوف قوات التحالف في أفغانستان قد بلغت رقما قياسيا بسقوط 529 قتيلا منذ بداية العام الجاري مقارنة بمقتل 521 خلال العام الماضي نصفهم من قوات المارنز. وهو ما يجعل سنة 2010 التي لا يزال يفصلنا على نهايتها أكثر من ثلاثة أشهر السنة الأكثر دموية بالنسبة للقوات الأطلسية منذ غزوها هذا البلد عام .2001 وارتفعت هذه الحصيلة تباعا من 40 قتيلا عام 2004 إلى 131 قتيلا عام 2005 لتصل إلى 191 قتيلا عام 2006 و295 قتيل عام 2008 قبل أن تقفز إلى 521 قتيلا العام الماضي. وبتجاوزها عتبة 500 قتيل خلال هذا العام تكون القوات الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة في أفغانستان قد كررت سيناريو الحرب في العراق الذي ألب الرأي العام الأمريكي على الإدارة الأمريكية السابقة بعد توالي الخسائر في الأرواح في صفوف المارنز ودفعت بواشنطن وشركائها إلى الانسحاب تدريجيا من هذا البلد. وتثبت هذه الحصيلة العودة القوية لحركة طالبان التي تمكنت من استعادة مبادرة الهجوم عبر تكثيف عملياتها المسلحة والتفجيرات الانتحارية خاصة عن طريق زرع الألغام التي عجزت الترسانة العسكرية الدولية المتوفرة على أحدث التجهيزات على مواجهتها وإبطال مفعولها. ولم يكن مفاجئا بالنسبة لقوات حلف الناتو تكبد مثل هذه الخسائر الخطيرة في صفوفها خاصة وأن القيادة الأمريكية في أفغانستان كانت قد أشارت إلى هذا الاحتمال بعد إرسالها لمزيد من الوحدات القتالية وشنها لمزيد من العمليات العسكرية ضد معاقل حركة طالبان في الجنوب والجنوب الشرقي من أفغانستان.