اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم الولاياتالمتحدة بتعطيل التوصل إلى حل للأزمة السياسية في لبنان بعد إرسالها المدمرة كول قبالة السواحل اللبنانية·وأكد في أول تعليق رسمي سوري على إرسال المدمرة الأميركية أن واشنطن لن تنجح بفرض حل بالقوة على لبنان· وأشار في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في دمشق إلى أن الولاياتالمتحدة هي "البلد الوحيد الذي لم يؤيد المبادرة العربية، وهذا يعني أن الولاياتالمتحدة وجهت الرسالة أولا إلى مهمة موسى والمبادرة العربية والجامعة العربية"· كما انتقدت إيران إرسال المدمرة كول إلى قبالة السواحل اللبنانية، ووصف علي لاريجاني ممثل المرشد الإيراني في مجلس الأمن القومي الإيراني هذا التحرك بأنه خطأ استراتيجي يضع الولاياتالمتحدة في مواجهة شعوب المنطقة·ورفضت واشنطن انتقادات إرسال كول، وقالت إن ذلك التحرك يهدف إلى "تعزيز الاستقرار الإقليمي بسبب المخاوف من الوضع في لبنان" · وقد ندد حزب الله بنشر بارجات حربية أمريكية قبالة السواحل اللبنانية، واعتبرها تهديدا لسيادة واستقلال لبنان· واعتبر في بيان له أمس أن شعارات الديمقراطية وحرية الشعوب التي تنادي بها الولاياتالمتحدة تبدو "مخادعة وزائفة لأنها تتناقض مع دبلوماسية البوارج الحربية وفوهات المدافع التي تعود إلى زمن استعماري مضى ولن يتكرر" · وفي نفس المنحى رأى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، أن إرسال كول تهديد لأمن لبنان ودعم للمخطط الإسرائيلي في لبنان، وصرف لأنظار العالم عن التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة· وسبق أن أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن بلاده لم تطلب بوارج حربية من أي جهة تعليقا على إرسال المدمرة كول· وكانت الولاياتالمتحدة قررت تحريك المدمرة "يو إس إس كول" من جزيرة مالطة باتجاه السواحل اللبنانية الثلاثاء الماضي، وهو اليوم الذي قرر فيه المجلس النيابي اللبناني للمرة ال15 إرجاء جلسة لاختيار رئيس جديد بعد فشل المساعي العربية في احتواء الخلافات الحادة بين فريق الأغلبية والمعارضة·
كما تأتي تلك الخطوة في خضم أجواء التأهب والترقب التي أثارها اغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية الذي قتل بدمشق في 12 فبراير الماضي بانفجار سيارة مفخخة· وعلى خلفية ذلك توعد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بما سماه "حربا مفتوحة" على إسرائيل، التي وضعت قواتها على الحدود الشمالية في حالة تأهب تحسبا لأعمال قد يقدم عليها حزب الله·