نفى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى امس الاخبار التي روجت مؤخرا حول وجود احتمالات متزايدة لتاجيل موعد القمة العربية المنتظر عقدها نهاية الشهر الجاري بالعاصمة السورية· وقال في تصريح صحفي أمس أن أمر التأجيل "غير مطروح" وأن "القمة مقررة في مكانها وموعدها"·
ورفض عمرو موسى الربط بين حسم مسألة الاستحقاق الرئاسي في لبنان ونجاح القمة العربية القادمة، وقال أن "المهم يبقى ضمان دعوة لبنان لحضور أشغال القمة وأنه أكد على ذلك مع الجانب السوري"·وكان الأمين العام للجامعة العربية يشير إلى المحادثات التي أجراها أول أمس مع الرئيس السوري بشار الأسد بالعاصمة دمشق والذي أثار معه مسألة انعقاد القمة العربية وكذا الأوضاع المتدهورة في لبنان· ونفى موسى في هذا السياق وجود أي تعديل لمضمون المبادرة العربية الخاصة بإنهاء الأزمة السياسية في لبنان وقال أن "المبادرة لها نص وروح وهو الوصول إلى حل لمشكلة هذا البلد"· وأضاف أن المفاوضات التي أشرف عليها بين ممثلي الأكثرية النيابية والمعارضة بالعاصمة بيروت قبل أيام سمحت بالتوصل إلى عدة تفاهمات حول العديد من القضايا الخلافية وأخرى يمكن الوصول إلى حل بشأنها بينما لا تزال نقاط أخرى محل خلاف كبير· ولكن الأمين العام للجامعة العربية لم يخف تذمره من رسو البارجة الحربية الأمريكية "يو اس اس كول" قبالة السواحل اللبنانية، وقال أن التحركات العسكرية تؤدى إلى كثير من القلق والإثارة"· في نفس الوقت الذي طرح فيه "علامات استفهام حول سبب وجود هذه القطعة البحرية وتوقيت وصولها إلى المنطقة والمقصود من ذلك واعتبر الخطوة استثارة للمشاعر"· وقال موسى أن وزراء الخارجية العرب سيدرسون هذه المسألة في اجتماعهم المقبل ضمن مناقشة الوضع العام ·في الوطن العربي"، حيث كشف عن اتصالات عربية مكثفة على أعلى المستويات نظرا للظروف "الصعبة" التي تمر بها المنطقة· وقال أن الوضع في لبنان يعتبر مشكلة حقيقية إضافة إلى موضوع غزة والمجازر الإسرائيلية والتي "خرجت على كل نمط·" واعترف موسى بانزعاجه للجو العام على الساحة العربية الذي "يتسم بالتوتر" إلى حد كبير وأعصاب مشدودة وبعلاقات عربية "ليست على أحسن ما يكون"· وأشار إلى اتصالات أجراها مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الوضع في غزة وأخرى مع وزير الخاريجة الليبي على اعتبار ليبيا هي العضو العربي الحالي بمجلس الأمن وكذلك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس للسعي لدفع تحرك دولي يوقف المأساة الإنسانية في غزة· وأكد الأمين العام للجامعة أن ما يحدث في غزة تطور في غاية الخطورة إضافة إلى التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن "محرقة" في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية· وقال أن الوضعية "غير مقبولة ولا يمكن السكوت عنها"· وأكد موسى على وجوب إصدار مجلس الأمن الدولي قرار يدين المجازر الإسرائيلية في غزة وقال أن تراجع مجلس الأمن من قبل عن التحرك بشكل مناسب أدى إلى "إمعان إسرائيل في تصرفاتها الخرقاء والعدوانية" في غزة والتي لا يمكن قبولها أو قبول" أن يتعرض أكثر من 70 مواطنا للقتل وعشرات ومئات الجرحى بشكل يومي منهم أطفال· وحول مصير مسار مؤتمر "أنا بوليس" للسلام نهاية نوفمبر الماضي، قال موسى أنه مسار معوق ولم يحدث التغيير الذي كان مفروضا أن يحدثه، مضيفا أن الخلاف الفلسطيني الفلسطيني بأنه جرثومة خطيرة أسهمت في المشاكل الحالية مشددا على أن الحل يتمثل في المصالحة بدون شروط·