أعلنت مصادر عسكرية نافذة في حزب الله للشروق أن رادارات المراقبة البحرية التابعة للمقاومة الإسلامية استطاعت رصد المدمرة الأمريكية "كول" التي استقرت قبالة الشواطئ اللبنانية الخميس الماضي، وأكدت ذات المصادر أن القطعة البحرية الأمريكية المتطورة ترافقها قطعتي إمداد أخريين ترابضان على بعد 15 ميلا بحريا من الشواطئ اللبنانية، وهو ما يعني - حسب المصدر - وقوعها في مرمى صواريخ أرض - بحر المتوفرة بكثافة لدى المقاومة. وأضاف محدثنا أن المقاومة الإسلامية اللبنانية لن تسمح لأي سلاح كان مهما بلغت درجة تطوره أو الدولة التابع لها من تهديد أو إرهاب الشعب اللبناني، وأضاف: إذا فكر الأمريكان قصف لبنان من خلال تلك المدمرة، فسيكون مصيرها مثل مصير المدمرة الصهيونية "ساعر 05". وتحت مسمى "التأييد للاستقرار الإقليمي"، أكد البيت الأبيض تبرير إرسال السفينة الحربية "يو. أس. أس. كول" إلى سواحل لبنان، وهي الخطوة التي رأت فيها كل من الأكثرية والمعارضة بأنها مؤشر على تصعيد خطير ستشهده المنطقة. وفي الوقت الذي حاول فيه فريق السلطة إبداء الدهشة، فإن المعارضة اعتبرت الأمر رسالة من أمريكا مفادها أن واشنطن جزء من المعادلة العسكرية التي قد تنشأ خلال الأيام المقبلة في حال استمرار الوضع الراهن. واعتبر حزب الله أن الخطوة العسكرية الأمريكية تدخل لبنان والمنطقة في منعطف سياسي خطير، يعيد إلى الأذهان التدخل العسكري الأمريكي في لبنان في نهاية الخمسينيات ومطلع الثمانينيات، ما ينذر بالمزيد من التأزم الداخلي اللبناني، ويلوح بخطر حروب جديدة قد تتخطى الحدود اللبنانية. ومن جانبها، رأت صحف الأكثرية النيابية "أن الخطوة الأمريكية مؤشر على أن الأسوأ قادم". وقالت صحيفة "المستقبل" أن القرار الأمريكي دليل على "فقدان صبر الولاياتالمتحدة تجاه سوريا"، و"تعبيرا عن القلق إزاء الوضع القائم ومن التصرفات السورية في لبنان". ونقلت "رويترز" عن مسؤول أمريكي أن السفينة كول "لن تكون في مجال الرؤية من لبنان، لكنها ستكون في الأفق"، وأشار إلى سفينتي وقود تابعتين للبحرية الأمريكية في المنطقة أيضا، وتابع "الهدف هو تشجيع الاستقرار خلال فترة حرجة محتملة"، وأشار المسؤول في وزارة الحرب إلى انه قد تحل المدمرة "يو اس اس ناساو"، وهي مدمرة هجومية برمائية، مكان المدمرة "كول"، موضحا أن "ناساو" في المحيط الأطلسي وفي طريقها إلى البحر المتوسط، وأضاف "السفينة كول لن تبقى في الأمد الطويل"، وأشار مسؤول دفاعي آخر إلى أن مدمرة ثالثة قد تنضم إليهما في وقت لاحق، من دون تحديد نوعيتها.