عرفت كافة ربوع الوطن تنظيم تظاهرات بمناسبة إحياء يوم المرأة الريفية، وتعد حياة الريف رافدا إنمائيا هاما لكل الدول، رغم أن عالم الريف شهد تغيرات عديدة في السنوات الأخيرة في كافة أرجاء العالم، أثرت سلبا عليه، وفي الجزائر ورغم كل الجهود المبذولة لاسترجاع مكان الريف، فان العوائق كثيرة، ولذا وضعت الدولة برنامجا خاصا بالتجديد الريفي تعد المرأة احد عناصره الأساسية.ولايخفى على احد المكانة التي تحتلها المرأة في الريف، ولذا خصص لها يوم للاحتفال بها. وفي هذا السياق أجمع المشاركون في المنتدى الأول حول ''المرأة الريفية بالجزائر'' بوهران على أن الأفكار النوعية التي تتميز بها المرأة الريفية الجزائرية مكنت من إنجاح مشاريع إدماجها على الصعيدين الإجتماعي والمهني. واعتبرت المنسقة المحلية لبرامج الدعم التي ينفذها المركز الدولي للدراسات الريفية والفلاحية بالجزائر الآنسة ارنكسا غارسيا أن توفر النساء الريفيات اللائي استفدن من مشاريع الدعم والمرافقة لهيئتها على ''أفكار نوعية'' حول استثمارات ونشاطات مفيدة للإدماج وترقية الوسط الريفي ساهم الى حد كبير في إنجاح هذه البرامج وتحقيق الأهداف المتوخاة. وأوضحت أنها اكتشفت من خلال نشاطها بالجزائر وتسييرها لستة مشاريع بأربع ولايات بالوطن ''استعدادات ومؤهلات كبيرة لدى النساء الريفيات مما أتاح تطبيق المشاريع في ظروف جيدة''. وأوضحت قائلة: ''لقد انبهرت بأفكار حول تطوير بعض النشاطات الريفية والفلاحية والصناعات التقليدية لم أكن أعلم بها من قبل وقد أظهرت نتائج ايجابية وملموسة بعد دراستها ودعمها وتحقيقها في الميدان من قبل النساء الريفيات وبالتعاون مع الجمعيات المحلية التي كانت همزة الوصل بين هيئة الدعم الاسبانية والمرأة الريفية المستفيدة من التمويل''. وتقول احدى المستفيدات (أمينة - 27 سنة) أنها اقترحت رفقة عدد من النساء الريفيات ببلدية الحشم (معسكر) على الهيئة الاسبانية فكرة بدت متواضعة في الوهلة الأولى وهي الاستثمار في اعداد منتوجات الدقيق مثل ''الكسكسي'' و''البركوكس'' التي يتم اعدادها بطريقة يدوية. ''وبعد الحصول على آلات التعليب والتغليف وتشكيل تعاونية وتوزيع المهام والوظائف بين المشاركات في المشروع واجهتنا العقبات التي بدأت تزول بعد رواج منتوجاتنا بمعسكر''. ودعا المشاركون في المنتدى الى انشاء شبكة اتصال تضم الجمعيات الناشطة في ميدان ترقية المرأة الريفية بالوطن.وتضمن البيان الختامي لأشغال هذا اللقاء التأكيد على ضرورة تكوين الناشطين في الجمعيات في مجالات التسيير والمرافقة والتنشيط والتأطير لضمان نجاح عمليات الدعم ومختلف البرامج والمشاريع الموجهة لفائدة النساء الريفيات والتي تندرج في اطار العمل على ادماجهن في الوسطين الاجتماعي والمهني وتحسين الفضاء الريفي. وأوصى المشاركون بدراسة تنوع الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تتميز بها كل منطقة ريفية عن أخرى حتى تستفيد النساء الريفيات من مرافقة وبرامج دعم تتلاءم وخصوصية مناطقهن ومتطلباتها الاجتماعية الى جانب تكوين المرأة الريفية في مجال الاتصال وتمكينها من المعلومات والمستجدات المتصلة بقطاعات نشاطاتها. كما شملت التوصيات كذلك الدعوة الى تطوير المناطق الريفية وتحسين ظروف العيش بها من خلال تدعيمها بمختلف المشاريع التي تفك العزلة عنها على غرار تحديث شبكات الطرقات وتعزيز المرافق الضرورية. ويولي البرنامج الخماسي الحالي 2010-2014 بولاية تبسةمن جانبه برسم التجديد الريفي مكانة هامة للمرأة الريفية من خلال حثها على المشاركة والانخراط في التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة. هذا البرنامج الذي تسهر على تنفيذه كل من مصالح الغابات والمصالح الفلاحية والمحافظة السامية لتنمية السهوب يتضمن تجسيد مشاريع فلاحية جوارية متنوعة موجهة للمرأة الريفية من خلال دعوتها إلى استغلال معرفتها في مجال البستنة و تربية الدواجن والماعز والنحل وكذا الحرف المرتبطة بالصوف والجلود. للتذكير فإن البرامج السابقة التي كانت تشرف عليها الغرفة المحلية للحرف و الصناعة التقليدية مكنت منذ العام 2004 من إنشاء ما يقارب 150 مشروعا جواريا لفائدة نساء ريفيات وماكثات بالبيت في النسج و الخياطة و أشغال يدوية أخرى مرتبطة بالصناعة التقليدية تم التكفل بها من طرف الدولة بمبلغ 100 ألف دينار للواحد.