كان الجمهور العريض لمهرجان قرطاج السينمائي، الذي انطلقت فعالياته السبت الفارط وتتواصل إلى غاية 31 من الشهر الجاري، على موعد مع الفيلم الجزائري ''خارجون عن القانون'' الذي صنع الحدث في مركب ''قمرت السينمائي'' والذي أخرجه المخرج الجزائري رشيد بوشارب. )و.أ.ج) ويستعرض الفيلم مرحلة من مراحل كفاح الشعب الجزائري التحرري، سواء داخل الجزائر أو على ارض المستعمر الفرنسي، كما يسلط الضوء على مجازر 8 ماي 1945 في كل من سطيف وقالمة وخراطة التي اقترفها الاستعمار الفرنسي في حق أبناء الجزائر، الذين خرجوا إلى الشوارع مطالبين باستعادة استقلالهم وسيادتهم الوطنية قبل أن يتعرضوا لمذابح قلما عرفها تاريخ البشرية. وعقب انتهاء العرض، عقد المخرج الجزائري رشيد بوشارب لقاء صحفيا بحضور جمهور غفير ومؤلفين ومخرجين وممثلين من عدة دول لمناقشة إنتاجه السينمائي، وفي هذا السياق أكد بوشارب أن أحداث الفيلم ''مستوحاة'' من تاريخ الكفاح المرير الذي خاضه الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي.. كما أن جانبا منها يعكس قصة عائلته وحياته الخاصة وفترة من فترات طفولته. مشيرا إلى أن بداية التفكير في سيناريو هذا الفيلم كانت مع فيلمه الشهير ''الأهالي'' الذي عرض سنة .2005 من جهة أخرى، تم في هذه التظاهرة إحداث جائزة جديدة خاصة بالجمهور، تهدف أساسا إلى إشراك اكبر عدد ممكن من عشاق الفن السابع في فعاليات الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية، التي تحتضنها العاصمة التونسية منذ السبت الفارط... وابرز المنظمون أن إحداث هذه الجائزة لأول مرة في تاريخ هذه التظاهرة العريقة التي تعود إلى سنة ,1966 تأتي مكافأة للجمهور باعتباره طرفا أساسيا في عملية الإنتاج السينمائي. وهكذا ستتاح الفرصة للمتفرجين للقيام بعملية اختيار أحسن فيلم قبل الدخول إلى قاعات العروض، وهذا في إطار المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، حيث توزع بطاقات الاختيار على المتفرجين الذين يّمكنهم منح عدد معين من النقاط للفيلم الذي يرونه مناسبا قبل إيداع بطاقاتهم في صندوق الاقتراع ليقع احتساب النقاط فيما بعد، ومن المنتظر أن يحرز الفيلم الحاصل على أحسن معدل من النقاط على جائزة التنين (التانيت) الذهبي للجمهور. وعلى هامش فعاليات المهرجان، ينظم اليوم ملتقى للنقاد السينمائيين العرب يتناول واقع النقد السينمائي في الدول العربية وآفاق تطويره، كي يواكب التحولات والتغيرات السريعة التي تعرفها الصناعات السينماتوغرافية في العالم، سيقوم بتنشيطه سينمائيون ومختصون في مجال النقد السينمائي من عدة دول عربية، من بينهم الأمين العام للجمعية الدولية للصحافة السينمائية، السيد كلاوس ايدار. ودائما في إطار تظاهرة قرطاج السينمائية الدولية، ستنظم ندوة دولية حول موضوع''السينما الإفريقية والمغاربية وعلاقتها بالمتلقي". للإشارة، هذه التظاهرة التي تعد من أعرق التظاهرات السينمائية على الصعيدين العربي والإفريقي، والتي تتواصل إلى غاية 31 أكتوبر الجاري، تتضمن عرض أكثر من 250 فيلما من بينها الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية. وسيتم خلال هذه الدورة تكريم العديد من الفنانين العرب والأفارقة، منح جوائز متنوعة لأحسن الأفلام الطويلة، أجمل الأفلام القصيرة، أفضل الأفلام الوثائقية وأحسن الممثلين. وتتكون لجنة التحكيم الرسمية للأفلام الطويلة من المخرج الهايتى راوول باك رئيسا، والأعضاء : جوزيف قايى راماكا من السينغال، أنور ابراهم من تونس، عتيق رحيمي من أفغانستان، إلهام شاهين من مصر، سلاف فواخرجي من سوريا وديان براتيي من فرنسا.