أمام الارتفاع المذهل لسرطان الثدي بالجزائر والذي يتراوح بين 7000 و9000 حالة سنويا قدمت جمعية البدر لمساعدة المرضى المصابين بالسرطان دليلا جامعا ومبسطا حمل في طياته 100 سؤال وجواب حول سرطان الثدي، أسئلة جاءت على ألسنة المريضات جمعها الأطباء المعالجون في مختلف الاختصاصات على غرار الأطباء، المختصين في علم الخلايا، والمختصين في العلاج بالأشعة، وأخصائيين في علم الأورام، وأخصائيين في أمراض النساء والتوليد، وجراحين، وكلهم جزائريون من كبريات المستشفيات والمعاهد ومراكز مكافحة السرطان، حيث قدموا الأجوبة المائة بالشروحات الوافية للمرأة حول خاصية هذا المرض وما للتشخيص المبكر من دور ريادي في القضاء على المرض وعلاجه في المراحل الأولى قبل أن يصبح مزعجا وخطيرا. هذا الدليل الذي يمكن أن يطلع عليه الرجال ايضا بحكم انه تبث علميا ان 1 من الرجال يصابون بسرطان الثدي، كما أنه يضم إرشادات ومعلومات موجهة للمريضة وأقاربها خاصة أن مدة العلاج طويلة علاوة على الألم الكبير الذي تعرفه المرأة خلال المراحل المتقدمة منه والتي تحتاج لرعاية خاصة من أفراد العائلة خاصة الزوج. كما جاء هذا الدليل مبسطا جدا حيث يستطيع الكل قراءته وفهمه، بحيث لم يحمل المصطلحات الطبية إلا القليل منها، وكان ذلك متعمدا لتقريب اللغة الحوارية بين الطبيب والمريض خاصة في الشق المتعلق بأسماء آلات التشخيص وأسمائها، وقد قدم الدليل باللغتين العربية والفرنسية ويساهم بدرجة كبيرة في رفع الثقافة الطبية لدى الجزائري، وهو الآمر الذي نفتقر إليه كثيرا. ويصر الأطباء من خلال الدليل على ترسيخ ثقافة الكشف الذاتي التي تعتبر بسيطة لأبعد الحدود، حيث ثم إيضاح بعض المفاهيم وشرحها كالتعريف بالثدي والسرطان ونوع السرطان الذي يصيب الثدي، وهل كل ورم في الثدي سرطان، إلى جانب التطرق الى أسباب عوامل الخطر والوقاية من سرطان الثدي، من خلال التطرق الى أسباب السرطان وعوامل الخطر، ومعنى الوقاية وضرورتها، والعلاقة بين هرمونات الأستروجين وسرطان الثدي، والعلاج الهرموني البديل وكذا العلاقة بين المرض والوراثة وآلية فحص الهندسة الوراثية. أما في الجزء الثالث فقد تم التطرق الى التشخيص من خلال تعريف الكشف المبكر والتشخيص المبكر وكيفية الفحص وفي أي سن يبدأ. و تم التوضيح بالرسومات عن الطريقة الصحيحة التي يجب أن تنتهجها المرأة في الفحص الذاتي للثدي والتي تعتمد على الوقوف أمام المرآة بعد الاستحمام من العادة الشهرية من خلال المراحل الخمس، وكيف يجب المتابعة الدورية للفحص الذاتي وطلب الفحص من الطبيب المعالج ايضا والذي يمكنه ملاحظة ما هو غير طبيعي في الثدي خاصة أن الفحص يتضمن مظهر الجلد، شكل الحلمة، تحديد مكان الورم إن وجد، حجمه، قابلية الحركة، امكانية وجود التهاب من عدمه، البحث عن العقد اللمفاوية حول الثدي. ليتم بعدها الإشارة الى الخطوات المتبعة للعلاج والتي تتجلى في الفحوصات المكملة التي يطلبها الطبيب ويرشد اليها المريضة والمتمثلة في الفحص بالتصوير الإشعاعي- المامو غرافي- الفحص بالأمواج الصوتية اكوغرافي، أخد عينة لإجراء فحص خلوي ونسيجي للورم، وتمت الإشارة إلى ضرورة فحص الثدي عند الطبيب مرة في الشهر. أما الجزء الرابع من الدليل فيتطرق بإسهاب ايضا لعلاج سرطان الثدي وهي المرحلة الصعبة جدا والحرجة خاصة ان المريضة لاتتقبل الوضع بسهولة مما يستدعي القوة للتقبل والدعم النفسي من طرف أفراد العائلة وخاصة الزوج الذي يلقى عليه الدعم البسيكولوجي للزوجة لأسباب مختلفة أولها حبها له وثقتها به، علاوة على كل ما يجمعهما من خاصيات تجعله الدعم البسيكولوجي الأول لها، ومن بين العلاجات المقترحة لمداواة السرطان الجراحة، العلاج بالإشعاعات، العلاج الكيميائي اللذان يعتبران مكملان للعلاج بالجراحة، الى جانب العلاج الهرموني و العلاج الموجه (المصوب)، كما تم التطرق أيضا في هذا الجزء الى الفرق بين العلاج الموضعي والعلاج العام، وترتيب العلاجات، وخاصية عملية استئصال الورم، وعملية تطهير الإبط التي تتطلب عملية نزع العقد اللمفاوية لجيب الإبط لنفس الجهة لأنها تمثل أول مكان لانتشار المرض والتي تتطلب ان يكون حجم الورم أكثر من 2 سم. وبلغة مبسطة أيضا تم الحديث عن الأعراض الجانبية للجراحة، والاحتياطات الواجب اتخاذها بعد استئصال الثدي وكذا النصائح المختلفة لحياة متواصلة بعد العملية، وكيفية إعادة تشكيل ثدي للجانب الجمالي خاصة ان الأثداء الجمالية موجودة ويمكنها إعطاء شكل عادي .اما الإجابة المائة فقد جاءت للرد حول كيف تبقين قوية في وجه السرطان وذلك من خلال الإبقاء على النشاط والانفتاح على الخارج، العمل على القيام بمشاريع وتحقيقها - حتى لو كانت بسيطة - كونها تساعد على تجاوز القلق وحالة الارتباك، كما يجب الخروج من العزلة والمراقبة الذاتية الدائمة، علاوة على المواجهة والتغلب على الألم الجسماني والنفساني وأن لا تشعري بالذنب اذا نال منك التعب، فإن أصبحت سريعة الانفعال والتأثير، فقدت السيطرة ولا تنسي أبدا العناية بمظهرك، أخد قسط من الراحة، القيام بمشاريع والاعتناء بآخرين ربما حالتهم أكثر منك سوء.ويحرص الأطباء في خاتمة الدليل الطبي الأول من نوعه على الضرورة الملحة للعلاج المبكر من خلال انتهاج الكشف الإلزامي والتشخيص المبكرين-.