أسدل الستار ليلة أمس الأول بركح مسرح قسنطينة الجهوي على فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للإنشاد في طبعته الأولى بين 27 نوفمبر و2 ديسمبر الذي نظمته تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية وزارة الثقافة بالتنسيق مع ولاية قسنطينة. وقد كان حفل الختام عالميا بمعنى الكلمة، حيث قاد العازف العراقي نصير شمة جوقا متعدد الجنسيات ضم عازفين من السويد، الولاياتالمتحدةالامريكية، اليونان، الهند، تركيا، الامارات العربية وبلجيكا، الذي أمتع الجمهور بأداء متميز افتتحه الفنان العراقي بآلة العود في عرض تحت عنوان ''ضوء الروح''، تلاه أداء جماعي للفرقة المتعددة الجنسيات في عرض من تلحين نصير شمة لقطعة حملت اسم مولانا جلال الدين الرومي لتعرج الفرقة على مقام الاوج من (القرنين 12 و13). وتواصل أداء الفرقة التي خطفت الاضواء وشدت انتباه الحضور في ليلة عزف روحانية اختلطت فيها الازمنة والحضارات، بقطعة لعازف يوناني مشهور أداها الفنان بروغيداس، تلاه العازف رميس من الولاياتالمتحدةالامريكية، واختتم الحفل بعزف جماعي لمقطوعة حملت عنوان ''فوق النخلة''.وقد أعادت فرقة المنشد السوداني شرف الدين البادي أحمد الحضور سنة الى الوراء من خلال استحضار ذكريات ملعب أم درمان بالخرطوم، فقدمت الفرقة أرتابا سودانية من التراث المحلي شملت الدريب المنتشر بشمال السودان والمردوم المنتشر بغرب السودان. أما الليلة ما قبل الاخيرة من عمر المهرجان فقد كانت جد مميزة من خلال الأداء الرائع لشيخ المنشدين محمد الامين الترمذي الذي لقي ترحيبا منقطع النظير من طرف الجمهور العاشق للإنشاد من مختلف الاعمار، ورافق الشيخ كلا من منشدي الشارقة عبد الرحمان بوحبيلة وناصر ميروح في أداء ''راحت الاطيار تشدو''، الله الله ما لنا مولى سواه''، أحمد يا حبيبي سلام عليك''، ''أنا الفقير إليك يارب وأنت الغني''، بمرافقة أوركيسترا قسنطينة المكونة من فرقتي الانيس وروض الحبيب. وقد دغدغ شيخ المنشدين احاسيس الجمهور من خلال أدائه لأنشودة ''يا بلد المليون شهيد أهلا يا جزائر وأنا في حبك شاعر أنا في دوخك طائر''، قبل أن يترك المجال لناصر مبروح وعبد الرحمان بوحبيلة لأداء وصلة من التراث المحلي بعنوان ''يا إله الخلق إني بك عبد مستجير''، ليلتحق بالركب منشد الشارقة الثالث عبد الجليل أخروف ليكون ثالثهم ثم رابعهم الترمذي في الليلة الخامسة من مهرجان الانشاد الدولي في طبعته الاولى التي اختتمت بمولاي صل وسلم على حبيبك خير الخلق كلهم. وقد غادر الجمهور الذي كان وفيا طيلة أيام المهرجان لمقاعد مسرح قسنطينة الجهوي وكله رضى على نوعية الأداء وحسن التنظيم، راجيا أن تتجدد الفرصة في السنة المقبلة ومع منشدين مشهورين.