ندوة الجزائر الدولية حول اللائحة الأممية 1514 بقدر ما كانت فرصة لإحياء ذكرى لائحة منحت شعوب العالم استقلالها ونعمة الحرية والانعتاق من قيود الاحتلال، بقدر ما كانت شهادة لفعاليات وشخصيات دولية ساهمت في صنع السلم واستقلال الشعوب، على أن ثورة التحرير الجزائرية قدمت إسهاما ثمينا في صدور اللائحة وتحرر شعوب العالم من الاستعمار. فالجزائر التي جعلت من استقلال الشعوب وحقها في تقرير المصير مبدأ راسخا في سياستها الخارجية منذ الاستقلال كانت حسب شهادات المشاركين في الندوة الدولية منبعا ونموذجا، فبعد أن كانت السبب في التعجيل بهذه اللائحة وفرضها على الأنظمة الاستعمارية أصبحت شديدة الحرص على مبدإ الاستقلال في سياستها الخارجية المساندة لقضايا تصفية الاستعمار في العالم. وهو ما يعكس مواقف الجزائر الثابتة والراسخة سواء تعلق بالقضية الفلسطينية أو قضية الصحراء الغربية، بعد أن ساهمت بمثل هذه المواقف سابقا في استقلال شعوب في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وشرق آسيا، آخرها استقلال إقليم تيمور الشرقية. إن شهادة هذا الكم الهائل من الشخصيات السياسية الدولية البارزة وأحرار العالم، يدحض إدعاءات من يحاولون تشويه مواقف الجزائر من قضايا التحرر، وخصوصا موقفها من حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، ذلك أن ما تتمسك به الجزائر هو نابع من هذا الإيمان الشديد بحق الشعوب في تقرير مصيرها وتطبيق قرارات الأممالمتحدة ولوائح مجلس الأمن وبالخصوص اللائحة رقم 1514 المتعلقة بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.