المطالبة بعدم استثناء الشعبين الفلسطيني والصحراوي من الحرية والاستقلال رؤساء سابقون يشيدون بدور الجزائر في تحرير الكثير من الدول في إفريقيا واسيا أشاد رؤساء سابقون وشخصيات عالمية كبيرة أمس في الندوة الدولية المنظمة من طرف وزارة الشؤون الخارجية بمناسبة مرور خمسين عاما على المصادقة على اللائحة 1514 الخاصة بمنح الاستقلال للدول والشعوب المستعمرة بدور الجزائر التاريخي والكبير في تحرير العديد من بلدان أفريقيا واسيا وأمريكا اللاتينية ودعم حق الشعوب في الحرية والاستقلال، وطالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته كاملة كي لا يستثنى الشعبان الفلسطيني والصحراوي من مضمون القرار 1514 وينالا حريتهما واستقلالهما. افتتحت أمس بقصر الأمم بنادي الصنوبر أشغال الندوة الدولية المنظمة من طرف وزارة الشؤون الخارجية بمناسبة مرور 50 عاما على تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة اللائحة 1514 التي تمنح الاستقلال للدول والشعوب المستعمرة بحضور أكثر من 200 مدعو بينهم رؤساء أفارقة سابقين على غرار أحمد بن بلة، كينيث كواندا، تابو مبيكي، اولوسيجون اوباسانجو ونغويان تي بينه نائبة رئيس جمهورية الفيتنام الاشتراكية سابقا. استرجع المشاركون في الندوة الظروف التي تمت فيها المصادقة على اللائحة المذكورة التي منحت الشعوب المستعمرة حق تقرير المصير، مشيدين بالكفاح الجزائري وكفاح شعوب أخرى والدور السوفياتي في دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة لتبني اللائحة 1514 في 14 ديسمبر من العام 1960. وقد تداول على المنصة كل من الرئيس الزامبي الأسبق وعميد الرؤساء الأفارقة كينث كواندا الذي جعل الجميع يصفق له ويردد معه النشيد الإفريقي، عائدا بهم لسنوات ماضية، هذا الاخير أثنى كثيرا على الجزائر التي لعبت دورا كبيرا في تحرير العديد من البلدان الافريقية والأسيوية وشكرها على تنظيم هذه الندوة بالمناسبة، وهو نفس الإحساس الذي عبر عنه رئيس جنوب إفريقيا السابق تابو مبيكي الذي يكن احترما خاصا للجزائر التي ساعدا المؤتمر الوطني الإفريقي في نضاله ضد الميز العنصري. أما الرئيس النيجيري الأسبق اولوسيجون اوباسانجو فقد قال في مداخلة له خلال جلسة الافتتاح أن الجزائر توجد في وضعية مناسبة لإحياء هذه الذكرى وقد لعبت إلى جانب الاتحاد السوفياتي سابقا ودول أخرى دورا هاما في جعل الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبني اللائحة 1514. من جهتها قالت السيدة نغويان تي بينه نائبة سابقة لرئيس جمهورية الفيتنام أن القرار 1514 له دلالة كبيرة للجميع مؤكدة على حق الشعب الفلسطيني والصحراوي في الاستفادة من مضمون هذا القرار،ومشيرة للدور والمسؤولية الكبيرة للأمم المتحدة في هذا الشأن. أما عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية فقد قال في كلمة له أن ثورة أول نوفمبر 1954 جعلت الجزائر فاعلا أساسيا في تحرير الشعوب المستعمرة، وبذلك كان إسهام الفاتح نوفمبر في صياغة 1514 إسهاما لا يقدر بثمن - على حد تعبيره. وأضاف بلخادم يقول أن هذه اللائحة أصدرت حكما لا لبس فيه على الاستعمار، وانه علينا في الوقت الحاضر رفض كل المزاعم التي تتذرع بها القوى المحتلة لرفض حق الشعوب في تقرير مصيرها، وهو ما ينطبق أساسا على الشعبين الفلسطيني والصحراوي، هذان الشعبان اللذان يحق لهما توقع مساندة أقوى وتحركا اشد حزما من المجموعة الدولية لتمكينهما من ممارسة حريتهما وسيادتهما. وقبل هذا كان بيار غالون ممثل المجتمع المدني قد تدخل بكلمة قيمة ابرز فيها المحطات الكبيرة لتصفية الاستعمار من الثورة الفيتنامية إلى الثورة الجزائرية وغيرها، قائلا أن مسيرة تصفية الاستعمار لم تتوقف من مسيرة غاندي سنة 1947 إلى قضية الشعب الصحراوي حاليا. وقال المتحدث الذي كان منسقا للجان مساندة الشعب الصحراوي أن القوى والشعوب الغربية متواطئة مع إسرائيل فيما تفعله في فلسطين و متواطئة لما يحدث في الصحراء الغربية أيضا، وقال انه لا يمكن السماح إلى الأبد بحصار غزة، داعيا الأممالمتحدة إلى توسيع مهمة المينورصو لحقوق الإنسان، ومجلس الأمن لإرسال بعثة لتقصي الحقائق في أحداث العيون. أبناء 1514 الذين التقوا أمس في الجزائر في جو حميمي أعاد إلى الأذهان سنوات طويلة في الكفاح من اجل التحرر لم ينسوا توجيه رسالة شكر وعرفان للجزائر على الدور الذي لعبته في تحرير قسم كبير من شعوب إفريقيا واسيا وأمريكا اللاتينية، وقد أشاذ جون بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي بالدور الذي لعبه الرئيس الأسبق احمد بن بلة والرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة عندما كان وزيرا للشؤون الخارجية في مساندة حركات التحرر في إفريقيا خاصة. ولم يغفل أبناء 1514 أيضا الزعماء والمجاهدين الكبار الراحلين الذي ساهموا في تحرير القارة السمراء أمثال نكروما، بياتريس لومومبا وغيرهما أمام مسامع أفراد عائلاتهم الحاضرين في الندوة. وعل العموم فقد أكدت الوجوه التاريخية وكل المتدخلين على التمسك بما جاء في القرار 1514 وتفعيله وتعميمه على الشعوب التي لا تزال تبحث عن الحرية في الوقت الحاضر كالشعبين الفلسطيني والصحراوي، وحمّلوا الأممالمتحدة والمجتمع الدولي هذه المهمة.