''فضائح'' هو عنوان المجموعة القصصية التي صدرت مؤخّرا عن دار ''الشهاب'' بقلم كلّ من رشيد مختاري، وهيبة خياري، شوقي عماري، كمال داور، عزيز شواقي، علي بشور، مينة سيف و''ي. ب''. والبداية مع قصة للكاتب الصحفي شوقي عماري ''أطول إفطار في العالم'' التي تحكي قصة عائلة تتكوّن من أب وأم ومراهقة يلتقون كلّ صباح حول مائدة الإفطار ويتبادلون الأحاديث ويتقاسمون الهموم، لكن الأمور لا تستمر على هذه الحال، إذ تكتشف آمال الطفلة أنّها حامل رغم أنّها ما تزال عذراء ولكن كيف حصل هذا؟ وهنا يأخذنا عماري إلى حدث بغيض ومقرف، فالمراهقة حبلت عندما كانت تستحم في حوض الاستحمام الذي سبق وأن استحم فيه والدها وتحدث الطامة الكبرى وتتشتّت العائلة، خاصة بعد أن تحاول آمال الانتحار، ولا يجد الوالد فوزي مخرجا من هذه الفاجعة إلاّ معاقرة الخمر في خمارة، حيث يلتقي فريد المحامي الذي يرتاح له ويحكي له قصته البائسة فينصحه صديقه ليوم واحد، بإجهاض الجنين ويتم ذلك حقا، ولكن هذا الأمر لا يجلب الراحة لا لفوزي ولا لربيعة الأم ولا حتى لآمال التي ستشعر لاحقا بنوع من الارتياح عندما تكشف لها والدتها أنّ فوزي ليس والدها الحقيقي بل هو فريد (المحامي المرموق)، وبالتالي فإنّ جنينها الذي أجهضته ليس ابن والدها. ''الحبة الصغيرة'' هي قصة الكاتب المقيم بفرنسا عزيز شواقي، ويروي فيها حياة الزوج نادو وحسينو، وكيف أنّ نادو تجهد نفسها لكي تخدم حسينو حبيبها وزوجها الذي لا ترى إلاّ من عينيّه ولا تتنفس إلاّ من رئتيّه، فهو كلّ شيء في حياتها، ويعيش الزوجان حياة حب لا تتخللها أيّ غمامة، ربما إلاّ غمامة واحدة وهي تعلّق حسينو الشديد ب''الكارطة'' (لعبة الورق)، إلى درجة تأثيرها على نفسيّته، ويأتي اليوم المشهود، حيث يلعب نهائي لعبة الكارطة بين أبناء الحي ويلعب حسينو بكلّ جوارحه إلى غاية سماعه جملة هزّت كيانه وهي ''في مؤخّرة زوجتك توجد بثرة على شكل حبة فاصولياء''. ويهرع حسينو إلى بيته ويشتم نادو بكلّ كلمات السباب ونادو المسكينة لم تفهم شيئا، فزوجها الأحمق لم يرو لها ما حدث وإلاّ لربما تذكّرت أنّ جارتها رأتها في الحمام عارية وبالتالي شاهدت البثرة التي توجد في مؤخّرتها وأنّ هذه الجارة الثرثارة أخبرت زوجها بما رأت والنتيجة انتحار نادو ونهاية قصة حب لم تبن على الثقة. أمّا الكاتب الصحفي كمال داود، فقد كتب قصة ''الرب في قارورة''، ويحكي فيها قصة خمسة شبان اختاروا العزلة في مغارة بقرية من قرى الجزائر ومعهم قارورة ماء في عزّ شهر رمضان، وهنا تحدث الطامة الكبرى ويعتقل الشباب من طرف السلطة رغم أنّه لم يثبت أنّهم أفطروا في رمضان، ولكن السجن الذي شيّده سكان القرية حولهم كان أمرّ، فتم إقصاء الشباب من حياة العامة وتساءل أحد منهم ''هل الإيمان بالخالق مرتبط بقارورة ماء؟. ''حواء كتبت لي'' للكاتبة وهيبة خياري، قصة أخرى من المجموعة القصصية ''فضائح''، تروي فيها وهيبة قصّة شخصية حواء التي يكتب عنها كاتب مرموق ويلبسها ألبسة مختلفة، ولكن حواء لا ترضى بأن يقتصر دورها في لعب شخصيات مختلفة، بل تطمح إلى أن تصبح كاتبة أيضا، بل قتل كاتبها ومنشئها في رواية ستحقّق نجاحا كبيرا ويتحقّق ذلك فعلا. رشيد مختاري أيضا كتب في هذه المجموعة قصة عنونها ب''حدائق''، فكانت قصة مزيجا بين حكايات ''حديقة الحرية'' التي تقع في العاصمة واحتضنت الكثير من الأحداث في عهد الاستعمار وبعد الاستقلال وبالأخص في مرحلة الإرهاب، وكذا بين العمل الصحفي في فترة العشرية السوداء أيضا، فذكر تفاصيل مهنة المتاعب في يوم كان مع الأسف شبيها بالأيام الأخرى في تلك المرحلة، من خلال ضمّه أخبار القتل والموت والرعب، ليأتي خبر صحفي في وسط كلّ هذه الأخبار المرعبة، مفاده الحكم بالإعدام على مجاهد ضدّ الاستعمار والإرهاب معا، بحجة قتله إرهابيا ''تائبا'' كان يقضي وقته في تهديده.