المجموعة القصصية المعنونة ب" ثلاث درجات نحو الشرق" والصادرة مؤخرا عن منشورات الشهاب تعالج مواضيع مختلفة ".. رجل يطلب اللجوء السياسي في إحدى الحانات، طفلة صغيرة تجد قلبا على حافة الطريق..." والعديد من المواضيع الأخرى التي تختلف في نوعيتها لكنها كلها تلتقي في فضاء جغرافي موحد يتمثل في مدينة الجزائر العاصمة، والتي أكد الكاتب بشأنها عند تقديمه لكتابه في مكتبة الشهاب، أنه اختار وضع مدينة الجزائر العاصمة التي ينتمي إليها" نظرا لقلة النصوص الأدبية التي تتحدث عن هذه المدينة" كما أشار في معرض حديثه إلى أن"الجزائر ككل من عنابة إلى وهران تفتقد إلى ما يسمى أدب حضري، وهو الأدب الذي يختلف عن الأدب الريفي كما نظر له مولود فرعون وهو الأدب الذي يتغنى بالطبيعة الساحرة". وقد حمل الكتاب عنوان إحدى القصص الواردة في "المجموعة 3 نحو الشرق" التي أوضح الكاتب أنه كتبها على طريقة كتابة البطاقات البريدية، حيث تروي قصة شابين عاصميين يزوران الصحراء ويعيشان لأول مرة التنوع البيئي في فضاء جغرافي مختلف عن المدينة التي نشآ وتربيا فيها ، كما احتوى الكتاب عددا من القصص الأخرى مثل القصة المعنونة ب" أحد" التي تتناول قصة شخصية "علي بن محمد" ، هذه الشخصية التي تعيش ضمن مجموعة من التناقضات التي اعتبرها الكاتب سائدة في الجزائر ، بحيث يبرز من خلال شخصية علي بن محمد، كيف أنه يتم توظيف الإسلام ظاهريا بغية بلوغ أغراض شخصية بشكل يوحي للقارئ من الوهلة الأولى أن في القصة نوع من التهجم على فئة المتدينين وهو مانفاه الكاتب عند تقديمه لكتابه حيث أكد أنه "ليس تهجما وإنما هي حقيقة " موضحا أن "الجزائر تتعايش مع اعتقاد ديني إسلامي خاص بها يميزها عن باقي الدول الإسلامية". وأما فيما يتعلق باللغة المستخدمة عبر نصوص المجموعة القصصية فيتبين للقارئ أن عماري شوقي وظف لغة سهلة بسيطة وفي أحيان كثيرة لغة شعبية لكنها لغة غنية، أراد من خلالها الكاتب مخاطبة أكبر عدد من المتلقين الذين أرادهم عماري شوقي أن يكونوا بصفة خاصة جزائريين، فالقارئ لمجموعته القصصية يجد أنه لا يكتب بأساليب لغوية معقدة مثلما اعتدناه مع العديد من الكتاب الفرنكفونيين في الجزائر الذين يكتبون لمخاطبة متلق فرنسي. من جهة أخرى يجد القارئ لقصص المجموعة سهلة التناول وذلك لاعتماد الكاتب على الخطاب السردي المباشر الذي يتفاعل مع عقل المتلق مباشرة باقترابه من الواقع.