تأهّل الشاعر الجزائري الزبير دردوخ للمرحلة التالية من مسابقة ''أمير الشعراء''، التي تدعمها وتنتجها هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، والتي تزداد إثارة وقوة تنافسية شعرية عالية بين الشعراء، حيث شهدت الحلقة الرابعة ما قبل الأخيرة من حلقات المرحلة الأولى، منافسة قويّة بين دردوخ وعبد الحميد يوسف (قطر)، محمد تركي حجازي (الأردن) وهشام الجخ (مصر). وكان الشاعر الزبير دردوخ أوّل الشعراء المتنافسين في حلقة سهرة الأربعاء، فألقى قصيدة بعنوان ''خلوة يوسفية''، قال عنها الدكتور صلاح عضو لجنة التحكيم ''أنت تملك نفساً شعرياً جميلاً وأصيلاً، وقدرة رقيقة على التوظيف الموسيقي، وتمسك بأطراف تجربة شعرية متميزة، لكن تضعفها من ناحيتين، وأعتقد أن هاتين الناحيتين تجعلان قصيدتك ذات طابع وعظي، والوعظ ليس سيئاً لكنه يضعف الشعر، ووظيفة الشعر هي أن تكتشف أبعاداً إنسانية جديدة، وأن تبوح بأسرار القلب المدهشة، ولا تكرر المواقف المعروفة في التراث القديم، ومع ذلك قصيدتك جميلة، إلاّ عندما تقول (وشكلك فيه انسجام خطير)، إذ أعتقد أن هذه العبارة العامية تضعف قليلاً من ألق شعرك''. أمّا الدكتور علي بن تميم، فأشار إلى ''أنّ القصيدة لا تحاول أن توظّف حكاية يوسف، بل تحاول أن تبني حكاية الشاعر فيها، كما أن الصراع واضح جداً فيها بين الرغبة والإرادة والتوق إلى عالم القيم، وأنت تبرع في التصوير، وعلى الرغم من وجود صراع بين عالم الرغبة وبين عالم الإرادة والقيم، إلا أن الحبكة انحلت انحلالاً غير منطقي، فقد لجأت إلى الخوف من النار، ثم استخدمت فعل الأمر مثل (تمهل) و(ردَّ)، وباعتقادي تحتاج القصيدة إلى أن تهمس، أما في النهاية فتقول: (فطرتُ بعيداً)، وأنا أقول لك لابد أن تتريث، علماً أنك تألقت وملأتنا بجمال أثير''. من ناحيته، أشار الدكتور عبد الملك مرتاض إلى إمكانية اختزال فكرة قصيدة الزبير في 3 مواقف، أولها رغبة أوسطها عشق وآخرها مسك، وهذه هي الإشكالية التي يطرحها الشاعر في النص، مضيفاً ''بتصوري أنها طافحة بالشعرية، وقد أفلحت في ربط الحلال بالحرام، والمقدس بالمدنس كما فعل كبار الشعراء، ومن هنا فإن الفكرة التي تناولتها طريفة وتليدة في آن معاً، أما اللغة الشعرية في نصك فهي في غاية الأناقة، وإن لم تخلُ كلمة ''انسجام'' من بعض النظمية، فهي ليست من لغة الشعراء، ويا حبذا لو تراجعها، لكن النص شعري من السهل الممتنع، وهو نص شعري كبير، وأهيب بك أن تمضي على ما أنت عليه''. وقبل ختام الحلقة أعلن الفنان باسم ياخور عن النتائج التي منحتها لجنة التحكيم للشعراء الأربعة، فحصل الشاعر الجزائري الزبير دردوخ على بطاقة التأهل للمرحلة التالية بنسبة 37 %، تلاه ثانياً عبدالحميد اليوسف بنسبة 36 %، ثم ثالثاً محمد تركي حجازي بنسبة 35 %، وأخيراً حل هشام الجخ في المركز الرابع بنسبة 34 %، غير أن جمهور الأنترنت صوّت لهشام فمنحه 85 % ، في انتظار أن تعلن نتائج تصويت الجمهور في الحلقة القادمة من المسابقة، وذلك لتأهيل شاعرين من الشعراء الثلاثة الآخرين.والجدير بالذكر أن مسابقة ''أمير الشعراء'' هي مسابقة ثقافية أطلقتها هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث في أفريل ,2007 ويتنافس فيها شعراء القصيدة الفصحى العمودية والمقفاة، ويحصل الفائز بالمركز الأول على لقب ''أمير الشعراء'' وجائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي، إضافة إلى جائزة بردة الإمارة التي تمثل الإرث التاريخي للعرب، وخاتم الإمارة والذي يرمز للقب الإمارة، كما يحصل الفائزون بالمراكز الأربعة التالية على جوائز مادية قيمة، هذا إضافة إلى تكفل إدارة المهرجان بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة لهم-.