طالب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم منتخبيه بقيادة وساطات وعقد لقاءت واسعة مع المواطنين على المستوى المحلي لشرح كافة التحولات التي تعرفها البلاد ومن ثمة تجنب تكرار سيناريو الأحداث الأخيرة وترأس السيد بلخادم أمس بالمقر الوطني للحزب بالعاصمة اجتماعا ضم نواب الآفلان بالمجلس الشعبي الوطني خصص لدراسة الوضعية الراهنة للبلاد وكيفية المساهمة في معالجتها ولم يختر المتحدث في كلمته المطولة لغة ''الإشارة'' بل فضل تناول وضعية البلاد في حقيقتها الحالية. وفي هذا السياق قال ''ان الأمور التي نشاهدها لا تحدث فقط للغير بل يجب على العاقل ان يتعظ ويدرك ان لا شرعية إلاّ شرعية الشعب الذي ينتظر مقابلا لهذه الثقة''. وعاد لتناول الأحداث التي عرفتها الجزائر في الأيام الأخيرة وحذر من ''الغرور'' والقول بأن الأمور قد أخذت مجرى التهدئة بلا رجعة، وأوضح أنه ''لا يجب القول ان ما حدث أصبح في حكم الماضي ولكن يجب ان نستخلص الدروس والعبر والبحث عن المسببات الموضوعية لتلك الأحداث ونضع أساليب الحل الأنجع لكل المشاكل''. ورغم ''دقه لناقوس الحذر'' إلا ان أمين عام الآفلان نفى وجود أوجه شبه بين ما حدث في الجزائر وما يحدث الآن في تونس ووجه انتقادات شديدة لبعض الفضائيات الأجنبية التي تعمل على تأجيج الوضع وتحرص على الترويج لهذا التصور وأشار الى ان الشعب الجزائري عبّر صراحة عن رفضه لكل أشكال التخريب ووقف في وجه تلك الأعمال بشجاعة وعن قناعة بضرورة ان لا تعود البلاد الى الوضع الذي عاشته سنوات التسعينات. وضمن هذا التصور دعا السيد بلخادم كافة منتخبي الحزب سواء الوطنيين او المحليين الى لعب دور الوساطة في حل مشاكل المواطنين، وطالبهم بعقد لقاءات مع مختلف فئات المجتمع قصد البحث عن حلول للمشاكل المطروحة. وحذر من تبعات تقديم وعود كاذبة للمواطنين ومن عدم مصارحتهم فيما يخص إمكانية حل مشاكلهم من عدمها. ولكن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني شدّد في كلمته على ضرورة إعادة الاعتبار للمنتخب باعتباره الحلقة المحورية في معالجة المشاكل خاصة على المستوى المحلي، وأوضح ان استعادة المنتخب لمصداقيته سيجعله محل ثقة لدى المواطن. وتطرق السيد بلخادم الى المشاكل التي تعاني منها مناطق عدة من الوطن والاحتجاجات التي تسجل من حين لآخر ولأسباب مختلفة متعلقة في الغالب بالمعيشة اليومية للمواطن، وأكد ان مطالب الجزائريين ليست سياسية بل اقتصادية واجتماعية وهذا ما يتطلب من مختلف المسؤولين والمنتخبين إدراكه والعمل على تقديم حلول عملية لها. وللإشارة فإن اجتماع السيد بلخادم مع نواب الحزب بالمجلس الشعبي الوطني يأتي امتدادا لسلسلة لقاءات شرع مؤخرا في عقدها مع قيادات الآفلان عنوانها دراسة الوضعية الراهنة للبلاد والمساهمة في طرح حلول عملية لكافة المشاكل المعبر عنها. وفي هذا الإطار أعلن عن شروع الحزب في إعداد وثيقة تساعد على رصد بعض المشاكل التي هي بحاجة الى حلول استعجالية خاصة على المستوى المحلي، وستكون هذه الوثيقة بمثابة مرجع في طرح الحلول المناسبة.