دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، السيد عبد العزيز بلخادم، أمس قيادات الحزب الجديدة وبخاصة أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي الى التجند أكثر وتوسيع قاعدة المناضلين، تحسبا للانتخابات التشريعية والمحلية المرتقبة قبل سنتين. ومن جهة أخرى رحب بالنقاش حول المسائل التاريخية، غير أنه أبدى رفض الأفلان لأي جدال حول وقائع خاصة بالثورة التحريرية. وحرص السيد بلخادم لدى إشرافه أمس بالمقر الوطني للحزب على تنصيب لجنة الشباب والطلبة على تحسيس قيادات الحزب بضخامة العمل الذي ينتظرهم في الميدان، خاصة وأن عملية التنصيب جاءت عشية انطلاق العملية التحسيسية التي يقوم بها قياديون في الحزب بتكليف من الأمين العام على مستوى الولايات لشرح نتائج المؤتمر التاسع. وشدد في كلمة ألقاها بالمناسبة على ضرورة الإعداد الجيد للاستحقاقات القادمة، كونها تعتبر حاسمة بالنسبة للافلان إذا أراد الحفاظ على مكانته الحالية كقوة سياسية أولى في البلاد، ويرى أن نجاح الحزب في المواعيد الانتخابية القادمة يمر عبر توسيع دائرة المنخرطين وخاصة من فئة الشباب، وتسبيق المصلحة الحزبية على المصلحة الفردية، وحث القيادات الجديدة على تسويق خطاب قادر على استقطاب مناضلين جدد بإمكانهم إعطاء الإضافة لحزب جبهة التحرير الوطني. وفي هذا السياق؛ طالب السيد بلخادم اللجنة التي تعود رئاستها الى عضو المكتب السياسي عبد القادر زحالي باعتبارها هيئة جديدة، بإعداد مقترحات ملموسة تهدف الى تفعيل دور الشباب والطلبة في الحزب، وذلك قصد عرضها ومناقشتها في المكتب السياسي القادم قبل عرضها (المقترحات) على اللجنة المركزية في دورته القادمة. وفي موضوع آخر وبخصوص الجدل القائم في الساحة الوطنية حول بعض الوقائع التاريخية، أبدى الأمين العام للأفلان رفضه لتحول النقاش حول القضايا التاريخية الى جدال وقال ''فتح نقاش حول أحداث ووقائع تاريخية هذا شيء محمود بل ومطلوب، لكن نحن نرفض بالمقابل أن تصبح وقائع تاريخية تخص ثورتنا التحريرية هدفا لجدال ينطوي على الكثير من نقاط الظل''، وحسبه فإن الجدال حول وقائع تاريخية لا يخدم الثورة التحريرية. وتحاشى السيد بلخادم الخوض في الجدل الدائر بين قائد الولاية التاريخية الثانية ورئيس المجلس الأعلى للدولة سابقا السيد علي كافي ورئيس التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية السيد سعيد سعدي، حول قضايا تاريخية تتعلق بظروف استشهاد العقيدين عميروش وسي الحواس. واكتفى بالقول أن كل شخص لديه حرية إبداء الرأي حول أي موضوع وفي أي توقيت يرى ذلك مناسبا، غير أنه شدد بالمقابل على ضرورة الابتعاد عن الوقوع في الجدل. ومن جهة أخرى، برأ السيد بلخادم الأفلان من مقابلة رياضية نظمها شباب من ولاية عين الدفلى مع موظفين في السفارة الفرنسية بمناسبة الاحتفالات بذكرى مجازر الثامن من ماي ,1945 وأوضح أن الحزب لم يبادر بمثل هذه الخطوة وإن كان هؤلاء الشباب مناضلين في الأفلان وقال ''حزب جبهة التحرير لا يواجه السفارة الفرنسية، هذه مبادرة محلية لا صلة لحزبنا بها. وأضاف ''عندما نبرمج أي نشاط مهما كانت طبيعته، فإننا نعلن ذلك للرأي العام ولا نستحي منه''.