أبرز الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السيد السعيد عبادو، أول أمس الخميس بالعلمة (سطيف) الشخصية البارزة لمسعود زقار وما قدمه من إسهامات كبيرة في ثورة التحرير المجيدة. وأضاف السيد عبادو في كلمة افتتاحية لملتقى وطني بالمركز الثقافي جيلاني امبارك حول نشأة وحياة ومسيرة المجاهد مسعود زقار المدعو ''رشيد كازا'' أن هذا الأخير ساهم في إيصال صوت الجزائر إلى العالم بأسره. وتطرق من جهته الدكتور أحمد عظيمي (جامعة الجزائر) في محاضرة ألقاها بالمناسبة إلى حياة ونشأة مسعود زقار ونضاله السياسي، مركزا على فترة طفولته وشبابه حيث بدأ يهتم بمحنة بلاده، وانخراطه في العمل الكشفي و النشاط السياسي ثم انتقاله إلى مدينة وهران. وشكلت نشأة وحياة ومسيرة المجاهد مسعود زقار موضوع ملتقى وطني ثان نظم يوم الخميس بالمركز الثقافي جيلالي امبارك ببلدية العلمة (25 كلم شرق سطيف) بمبادرة من دائرة العلمة بالتنسيق مع المجلس الشعبي البلدي ومديرية المجاهدين سلطات الولاية المدنية والقضائية والعسكرية وشخصيات وطنية وتاريخية عديدة وعدد من المجاهدين وأعيان المدينة ممن عايشوا مختلف مراحل حياة هذا الرجل ''البطل ''. وأشاد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو بمبادرة تنظيم هذه التظاهرة ''الهامة''، مشيرا إلى انه ''من الضروري عقد لقاءات وندوات من هذا النوع تكرس لإبراز الدور المؤثر لبطولات وشجاعات الشعب الجزائري إبان ثورة حرب التحرير''. كما تحدث بإسهاب حول علاقات مسعود زقار الذي اشتهر أيضا باسم ''بحري'' و ''ميستر هاري'' قبل وأثناء وبعد ثورة التحرير الكبرى ومهماته المستحيلة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية من جهة وتغلغله في صفوف القوات الفرنسية ونشاطاته النضالية في المغرب من جهة أخرى. وبحسب المحاضر فإنه ''ليس من السهل على الإطلاق الحديث عما قدمه ''رشيد كازا'' الذي استطاع استمالة القاعدة العسكرية الأمريكية لمساعدة الثورة الجزائرية من خلال بيعه وإمداده بالسلاح'' معللا ذلك بأن ''كل شيء كان سريا للغاية ومقفلا''. وحسب الدكتور عظيمي فقد ''استطاع ابن منطقة العلمة (سطيف) مسعود زقار بذكاء وحنكة من خدمة الثورة الجزائرية والتغلغل في صفوف القوات الفرنسية ومعرفة كل ما يجري في صفوف المستعمر ليقوم بنقلها إلى جيش التحرير الوطني عن طريق عبد الحفيظ بوصوف''. ودعا الدكتور عظيمي بالمناسبة إلى ضرورة تنظيم ملتقيات موسعة من أجل دراسة كل فترة من فترات حياة هذا المناضل، خاصة فيما يخص نشاطاته في كل من العلمةووهران والمغرب وتنقلاته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وعلاقاته مع الضباط المغاربة. وعرج الدكتور أحمد عظيمي كذلك على فترة علاقات مسعود زقار مع الرئيس هواري بومدين، مشيرا إلى أن هذا المناضل ''خدم آنذاك المصالح الجزائرية في الخارج بتكليف من الرئيس الراحل''. ويعد المجاهد مسعود زقار أحد ''أبرز'' رجال المخابرات الجزائرية و ''بطلا حقيقيا'' عاش لأجل الجزائر ووهب نفسه وماله لأجلها، حيث كان أول من أنشأ ورشة لصناعة الأسلحة خلال حرب التحرير بمكان بالقرب من مدينة الناظور المغربية كانت في ظاهرها ورشة لصناعة الملاعق والشوكات. وكان أثناء الثورة يقوم بإمداد جيش التحرير بالسلاح وأجهزة الاتصال حيث تمكن من تطوير جهاز إرسال حصل عليه من قاعدة عسكرية أمريكية كانت متواجدة في المغرب منذ الحرب العالمية الثانية واستغله كجهاز بث لإذاعة ''صوت الجزائر'' في المغرب بداية من 16 ديسمبر .1956