إضراب الثمانية أيام منح قوة إضافية لجبهة التحرير كمفاوض وحيد أكد المجاهد ياسف سعدي أول أمس الخميس بالجزائر العاصمة، أن إضراب الثمانية أيام الذي شنه الشعب الجزائري في 28 جانفي,1957 تلبية لدعوة جبهة التحرير الوطني قد منح لهذه الأخيرة، قوة إضافية كمفاوض وحيد مع السلطات الاستعمارية بشأن استقلال الجزائر. وقال المجاهد ياسف سعدي خلال استضافته بمنتدى جريدة المجاهد اليومية، أن هذا الإضراب الذي استجاب له الشعب الجزائري برمته قد أبرز للرأي العام الدولي، مدى التفاف الشعب حول جبهة التحرير وكذا عزمه على مواصلة ثورته إلى غاية انتزاع الاستقلال. وذكر المتحدث أن الإضراب كان هدفه الأساسي ''سياسيا''، يتمثل في إسماع صوت الشعب الجزائري إلى الرأي العام العالمي، وذلك عشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ومناقشة القضية الجزائرية. وأضاف المجاهد ياسف سعدي، أن موضوع التحضير لهذا الإضراب، قد تكفل به أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ منذ اقتراحه إلى غاية تجسيده ميدانيا، مشيرا في هذا السياق أنه التقى في نهاية شهر ديسمبر 1956 بالعربي بن مهيدي بالقصبة (الجزائر)، الذي أبلغه قرار لجنة التنسيق والتنفيذ بشن إضراب يدوم 8 أيام، ابتداء من افتتاح دورة هيئة الأممالمتحدة. وأضاف يقول، أن ''عبان رمضان قدم مبررات موضوعية لإقناعنا بالنتائج التي سيتركها مثل هذا العمل، وقد أيده في ذلك كل من سعد دحلب وبن يوسف بن خدة ماعدا كريم بلقاسم، الذي أبرز أهمية تحديد مدته''. وبعد أن أوضح بأن هذا الإضراب قد تم التحضير له بصورة دقيقة، وأن بن مهيدي قد سلمه المال ''من أجل ضمان تموين سكان الجزائر العاصمة دون تفطن جيش الاستعمار لذلك''، قال المتحدث أنه تم تكليف عشرات النساء اللواتي ينتمين لعالم الفن، بالانتقال من بيت لآخر لإعلام مختلف فئات الشعب بقرار الإضراب. وأعلن المجاهد ياسف سعدي بالمناسبة، أن قوات الاستعمار قد قامت عبر مختلف التراب الوطني، باغتيال عدد كبير من الجزائريين خلال هذا الإضراب، واعتقال آلاف منهم وممارسة مختلف وسائل التعذيب ضدهم في معتقلات خاصة. وفي الأخير، أوضح السيد ياسف سعدي، أن الإضراب قد ''كلل بالنجاح وأعطى ثماره سواء داخل الوطن أو خارجه''.