اختتمت بمسرح عبد القادرعلولة بوهران مؤخرا، فعاليات تذكارية الأديب الراحل الطاهر وطار، التي حملت اسم ''شموع لا تنطفئ''، التي تواصلت لمدة ثلاثة أيام بمبادرة من مديرية الثقافة لولاية وهران وجمعية الجيل الثقافية وقد أتاح هذا الموعد الثقافي المجال لأهل الاختصاص لإبراز ومناقشة أبعاد الأعمال الإبداعية لصاحب رواية ''الزلزال'' الذي ترك بصماته جلية في الحقل الأدبي. كما اعتبر الباحث بشير بويجرة أستاذ الأدب والنقد الجزائري الحديث بجامعة وهران، أن »هذا الكاتب حمل هما ثقافيا جزائريا متأصلا في العمق، حيث عبر في أعماله الأدبية عن عمق الجزائر وكان يؤصل للسردية الجزائرية، إضافة الى انه اعطى للرواية الجزائرية الحديثة والمعاصرة بعدا استراتيجيا في حقل الأدب والكتابة''. وذكر نفس المتحدث أن الأديب الطاهر وطار ''كان متأصلا في العطاء الأدبي وقدم الرواية الجزائرية للعالم العربي تقديما رائدا وجماليا''. مشيرا الى أنه ''لا نكاد نجد من المثقفين العرب من لا يعرف رواياته منها (الزلزال) و(الحوات والقصر) و(عرس بغل) وغيرها من المؤلفات التي كان لها صدى في الوسط الأدبي''. وأضاف المحاضر، الذي ذكر أن الكاتب وطار كان مخضرما، حيث كان مجاهدا في الثورة التحريرية الكبرى وحضر لتأسيس منظومة معرفية كرستها الدولة بعد الاستقلال، أن هذه الروايات لها بعد قوي ليس على المستوى الجزائري فحسب، وإنما على المستوى العالمي كذلك، بفضل ترجمتها الى لغات عديدة. ومن جهة أخرى تخلل أشغال الملتقى إلقاء قصائد شعرية من طرف عدد من الشعراء، على غرار الشاعرة أم سهام وزهرة برياح من الجزائر، والمصرية إنصاف عثمان العماري، وكذا الشاعر الفلسطيني خالد صالح، كما شهد بهو المسرح الجهوي ''عبد القادر علولة'' معرضا لصور الأديب الراحل.