يقدّم المخرج الجزائري زياني شريف عياد من 14 إلى 16 مارس المقبل بمرسيليا عرضين مسرحيين خاصين بكاتب ياسين وذلك تحضيرا لإبداعه المسرحي المقبل المخصّص لصاحب رائعة "نجمة" ومؤلّف "المضلّع النجمي·"
الإخراج المسرحي الأوّل عبارة عن سيرة ذاتية بعنوان "كاتب ياسين، القلب الشجاع" من توقيع الجامعي بن عمر مدين الذي يعدّ صديقا حميما للمسرحي الجزائري، أمّا العمل الثاني فينطلق من "رسائل إلى لوسات" وهو عبارة عن تبادل لرسائل بين بشير حاج علي وزوجته خلال فترة سجن الشاعر المناضل، وقد اختار زياني شريف عيّاد الممثل الموهوب سيد احمد اقومي للعرض المسرحي الأوّل في حين أنّ توزيع الأدوار في المسرحية الثانية فيتقاسمه كل من آمال حيمر ونور الدين سعودي، ويندرج هذان العرضان المسرحيان اللذان يتم تقديمهما باللغتين العربية و الفرنسية في إطار مشروع شراكة بين الجزائر ومارسيليا بمبادرة من مسرح "القوستو تياترو" ومتعامل مستقل أسّسه زياني شريف عيّاد برفقة شركة "لا فريش لا بال دو ماي" لمرسيليا· وقد بدأت هذه المغامرة سنة 2003 مع تنظيم تظاهرة "سنة الجزائر في فرنسا"، وقد بادر المسرح الجزائري سنة 2003 بتعاونه مع مدينة مارسيليا بمناسبة هذه التظاهرة من خلال السماح لفرقة "الموجة" من مستغانم بتقديم عرض "السقائين" باللغة العربية، في حين استقبل مسرح مارسيليا مسرحية "نجمة" التي أخرجها زياني شريف عياد بالاشتراك مع المسرح الوطني الجزائري· وبدافع البحث عن مسرحيات جديدة و جمهور جديد أعطى السيد فيليب فولكيي، مدير مسرح مصاليا و"لا فريش لا بال دو ماي" موافقته لعرض زياني شريف عيّاد بتطوير شراكة مستديمة بين الضفتين، وفي هذا الصدد تمّ التوقيع على اتفاق مدته ثلاث سنوات (2005-2008) بغية مساعدة" الغوستو تياترو" للحصول عل هيكل وموارد خاصة في كلا الضفتين وإيجاد جمهوره وإرساء استقلاليته· ويهدف هذا المشروع حسب وكالة الأنباء الجزائرية إلى استحداث سجل مسرحي عربي معاصر والتعريف بالكتابات المسرحية باللغتين العربية والفرنسية لجمهور واسع من كلا الضفتين، وترقية التبادلات الفنية بين العالم العربي وأوروبا ودعم بروز كتابات مسرحية جديدة وفنانين شباب· وسيتم تجسيد هذه الأعمال من خلال إنشاء ونشر العروض والإصدارات والتكوين، وتمّ بموجب هذه الشراكة اتخاذ قرار تكريس سنة 2008 لاكتشاف كاتب ياسين من خلال الإخراج المسرحي لأعمال بن اعمر مدين وبشير حاج علي، وستقدّم هذه العروض بالجزائر العاصمة وتيزي وزو في الصائفة المقبلة، كما تمت برمجة إنتاج مسرحية بعنوان "النجم و المذنب" لأرزقي ملال حول أعمال كاتب ياسين وذلك في الخريف المقبل· ويعتزم الطرفان في إطار هذه الشراكة و بالتعاون مع دار المتوسط لعلوم الإنسان لإكس-أون-بروفانس تنظيم ملتقى حول حياة وأعمال كاتب ياسين يتمحور حول العلاقة بين الأديب والمجتمع الجزائري غداة الحرب العالمية الثانية وحول الكتابة عن التاريخ وأحداث الساعة في أعمال كاتب ياسين· كما تمّ اختيار مشروع آخر بعنوان "مقهى السعادة" الذي يروي قصة القوالين الذين تركوا بصماتهم عبر أجيال متعاقبة من الجزائريين، وينتج هؤلاء الفنانون مسرحيات قصيرة وأغاني في طابع هزلي حول الظلم والبؤس والقمع والأمية والآفات الاجتماعية الأخرى التي كانت في غالب الأحيان من صنيع النظام الاستعماري، وكان القوالون أمثال رشيد قسنطيني وعلالو ورويشد يزرعون في طابع هزلي وتهكمي تارة وهجائي تارة أخرى شيئا من الابتهاج إيمانا بأن يعود الأمل من جديد مع استرجاع الحرية·